واتى القطار..! / الحسين بن ابراهيم..
جاءت...
و كنت على الرصيف مبللا
و البرد يحفرني
في كل عضو بارز
نصلا..
أنتظر القطار مكبلا بعباءتي
تحت سماء بكت
من فوقنا...هطلا.
الماء يرقص فوق رأسي المتعب
ينساب من حولي جداول
في كل ناحية شكلا.
استجمع انفاسي و الهثها
وهجا يفيض على يديّ..
يذكي الحرارة في دمي
يسري كالنسغ...
يجوب دمي دفئا
و يرسل في نسيج الروح مني
سلافة و ورودا.
جاءت.
و كنت انتظر القطار
بلهفة...فعدلت.
أيدي الظلام تشابكت من حولنا
غطت ملامحنا..
لم تستبن وجهي
و ما عرفت لها شكلا...
ظلت خيالا رائعا
جاء يؤانس وحدتي
ليلا...
بردان مثلي...خيالها..
كان يلملم جسدا
في شكل انثى
لها شعر
تلاعبه ريح الشتا...جذلى
طورا تبعثره في كل ناحية
طورا تجمعه
من حولها شالا..
او يرتمي في إثرها
كالغصن...ممدودا.
و كنت ارقبها...
أندس تحت جناح برنسها
كالقط يطلب دفئا..
تمنيت أجمعني
ما بين كفيها فراء...
أعطّر انفاسي بأفيون نهديها..
كالهر امسح فروي
بنعليها..
بكل شوقي...
كنت اراقبها...مثلي
كانت تعلكني..
تمضغني..
تلحسني..
تتهجاني حرفا..حرفا..
يطوف حولي نباح شهوتها..
كانت..
كالطفل تبحث عن أمن
و عن لغة
تجتث غربتها..
تميت بعض ترددها..
تفضح رغبتها..
تمنينا...صامتين أن
تزول ما بيننا شواطئ الرصيف..
تجمعنا...
نميت معا بالدفء غربتنا..
.......................................
و...
اتى ال....
قطاااااااار !.؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .