إليكم قصيدتي
أكتوبر ....ذكراك باقية
يافرحة رسمت على جبين الزمان
حين حطم الرجال جدار الخوف والهوان
عبروا القنال ولم يضعوا في الحسبان
أية عوائق تطاولت و تمترست بالضفتين
ساعات كنا فيها نرى معجزة الفرسان
من ضحوا بدمائهم زكية لرد الاعتبار
رجال حققوا نصرا مبينا في رمضان
والعدو تخر قواه ولم تمنعه الحصون
فقد دكت بوابل من قنابل و نيران
كم كانوا رجالا تفخر بهم الأجيال
فحرروا الأرض وأزاحوا كبوة الأوطان
أين نحن من جيل النصر الأفذاذ ؟
إذ نجتر ماحققوه ولم يعد بالإمكان
سوى ترديد أغاني لملاحم ماض كان
والعدو هو هو يتطاول على العربان
يدمر ويقتل ويسفك الدماء بلا اعتبار
كفى زهوا بماض ولحاضر كله خذلان
نلهو ونرتع ونأكل ونرى دماء كالأنهار
ولم نر لأكتوبر مثالا لردع العدوان
أو يجعل الباغي يتذكر مرارة زمان !
أبطال أكتوبر سطروا تاريخ الفداء
قد أثبتوا للعالم لاشيء أغلى من الأوطان
ولن تموت روح الشهداء بل هم أحياء
عند ربهم يتبوأون مايشاؤون من الجنان
ماسر ما أصاب أمة الإسلام من خذلان ؟
ما أسكت أسود كواسر هم جند الله
فمن هم حماة الديار كما أوجب الرحمن
وأين ذهبت أمجادهم من عنترة للنعمان
أين نحن من خالد والمقداد الشجعان؟
أبكي على أمة أضحت وليمة للأعداء
يأتوها من كل فج بعتاد ورموز لأديان
ورايات الإسلام تنكس بقصد من أذناب
لتطلق للأعداء أيد لقتل بلا حسبان!
فأضحى قتل العربي مباح و بإمعان !
أين الأشاوس وعتاد تكبدته البلدان ؟
و ما الغاية من حشود ومحاكاة لزمان ؟
سينظر التاريخ شذرا لما هو كائن
ويلعن كل متخاذل عن ردع كل عدوان
سيشهد على من خان وضيع الأوطان
أهلا بأكتوبر ذكرى عصية على النسيان
كم أتذكر أصوات تكبير لجنود شجعان
من أعادوا بدمائهم سير الفاتحين
للكاتب والأديب الشاعر د. زين العابدين فتح الله