** القُدسُ نادَتنا **
شعر :
هلال أحمد الخويلد
القُدسُ نادتْنا وقدْ طالَ النِّدَا
يا أمّتي فَمتَى نُلبِّيها مَتَى
المسجدُ الأقصَى أَسيرٌ يَشتكي
ويَهودُ تَعبَثُ في المصلَّى والفِنَا
منَعُوا الصلاةَ وأَوْصَدوا أبوابَه
فَخَلا مِن العُمَّارِ مُنتَحِباً غَدَا
تَبكي المآذنُ فالدموعُ سَواجِمٌ
تَرثي نِداءَ الحقِّ لمّا أنْ خَبَا
بوقُ اليهودِ نَعيقُ غِربانٍ بهِ
وقُباعُ خِنزيرٍ يُردِّدُه الصَّدَى
لمْ يَحفَظوا حَرَماً ولا حَقّاً ولا
عهداً فهُمْ أهلُ الخيانةِ والخَنَا
عاثُوا فَساداً في البلادِ وأسرَفُوا
في بَغيِهم حتّى الثَّرَى مِنهم شَكَا
أسَفَاً على الأقصَى تُدَنَّسُ ساحُهُ
والمسلمونَ عَديدُهم فاقَ الحَصَى
أَوَليسَ أُوْلَى القِبلتين وثالثَ الْ
حَرمينِ جاء الفَضلُ في نصٍّ جَلَا
مَسرَى الرسولِ ومُبتَدَى مِعراجِهِ
معَ جِبْرَئِيلَ إلى السماواتِ العُلَا
أَوَلَيْسَتِ الإسْراءُ في قُرآنِنا
آياً تُذَكِّرُنا لَنا أرضُ السُّرَى
لَهَفِي علَى أَرضِ النُّبُوَّةِ والسُّرَى
لَهَفِي علَى الأقصَى وقُدسٍ تُسْتَبَى
*******
أهْلَ الشَّريعةِ والعروبةِ ما لَكم
أوَ ما تَرَونَ السَّيلَ قد بَلَغَ الزُّبَا
القدسُ نادتكمْ حُماتي أينَ هُم
أين الأشاوِسُ أين هُمْ أُسْدُ الشَّرَى
أَتُراهمُ لا يذكُرون القدسَ والْ
أقصَى وتُرباً ضُمِّخَت بدَمٍ زَكا
أَتُراهُمُ زَهِدُوا بدِينِ محمّدٍ
أو أنّهم باعوا الديانةَ بالدُّنَى
لا لا تقُولُوا سالَمُوا أعداءَنَا
أو أنهم خانُوا المَحارِمَ والحِمَى
عهدي بهم أهلُ الحَمِيّةِ والإبا
عهدي بهم أهلُ الرسالةِ والهُدَى
أَهْلي أَهانَ عليكمُ أُنْسَى هُنا
أَتَجرّعُ الكاساتِ مُترَعَةً أَسَىً
مِنّي تَنالُ يهودُ كلَّ رَغِيبَةٍ والدّمعُ مِن عينِي كَما سَجْلٌ هَمَى
فَجْرَ الهدايةِ قِبلةٌ لكمُ أنا
فَأنا شقيقةُ مكةٍ أمِّ القُرَى
أنا قُدسُكم حَرَمٌ لَكُم أنا تاجُكم
لا هَيبةً لِلمَلْك تاجُهُ إن هَوَى
******
يامَنْ تَسلَّمتُم زِمامَ أُمورِنا
ما أنتمُ أهلُ الرِّياسةِ والنُّهَى
أين الفِعالٌ وعَزمُكم أين الوَفَا
للدِّينِ والأوطانِ والعِرضِ النَّقَا
أين السيوفُ اليَعرُبيَّةُ والقَنَا
أمْ أنكم أَهديتُموها لِلعِدَا
ما عادَ واللهِ الحُسامُ سِلاحَكُم
لكنّهُ مِيْلٌ ومِكْحَلةُ النِّسَا
فإذا المُنادي لِلجهادِ دَعا فَلَا
لا تَنْفِروا ما أنتمُ أهلُ الوَغَى
لا تَخرجوا ومعَ الخَوالفِ فاقْعُدوا
ودَعُوا الجهادَ لأهلهِ أهلِ الفِدَا
******
ياقدسُ عَهداً صادقاً ومَواثِقاً
لَنُطهِّرَنَّ ثَراكِ مِن عادٍ طَغَى
وسُيوفُنا هذي رَمَتْ أغمادَها
والرّوحُ مِنّا عانَقَت حَدَّ الظُّبَا
قُلْ لليهودِ إذا الجَحافِلُ أَقْبلتْ
والأرضُ مادَتْ تحتَها : حَلَّ الرَّدَى
إنا نَرَى في الأُفْقِ ثارَ قَتامُها
وأَسِنّةً كالشُّهْبِ تَبْرُقُ في الدُّجَى
مَهْلاً يهودُ فإنَّنا جِئنا ولَن
نَرضَى بِغيرِ دِمائِكم رِيَّ الظَّمَا
ياأهلَ بَيتِ المَقدِسِ البُشرَى لَكم
بُشرَى تُزَفُّ مِنَ النَّبيِّ المُصطفَى
أنتمْ على الحَقِّ المُبينِ فَرابِطُوا
ولْتَصبِرُوا فالنّصرُ مِنكم قد دَنَا
** انتهى **
القباع : صوت الخنزير
الزبَى : الربا لايعلوها الماء
الأشوس : الجريء الشديد في القتال
الشرى : موضع كثير الأسود
السجل : الدلو العظيمة التي فيها ماء
الوغى : الحرب
الخوالف : النساء
الظبة : حد السيف والسنان . جمعها : ظبا
الجحفل : الجيش الكثير الذي فيه خيل
ماد : اضطرب وتحرك
القتام : الغبار الأسود " قتام الحرب "
الدجى : سواد الليل مع غيم وليس فيه نور نجم ولا قمر