يا مٌهْجَتَيْ قلبي ( ناهض ، رامز )
يا مهجتَيْ قلبي و روحي و الهوى
سأظلُ أبكي فقْدَكُمْ طولَ المدى
قلبي يفيضُ مرارةً بتوجعٍ
و دموعُ ليلي حنضلٌ يروي الأسى
خرج الحبيبُ مُهَجّراً من بيتهِ
والرايةُ البيضاءُ يُعليها الفتى
فبياضُها حلوُ الأمانِ و راحةٌ
للعالمين جموعُها فوق الثرى
هو ناهضٌ عاش الحياةَ براءةً
يمضي بعزٍ دائمٍ نحو الرضى
هتف الحبيبُ مسالماً يعدو بها
حيث المكانَ تسيره تلك الخطى
سقط البرئُ يفيضُ حُبّاً للورى
برصاصِ صهيونَ الذي قتل المُنى
متجاهلاً لونَ السلامِ و عُرفَه
و نقاءَ طفلٍ بالسريرة و الهوى
قال الوداعَ أحبتي ،لا تقتلوا
طفلاً و لا شيخاً لهم عاف الأذى
هذي دمائي أُهدرت من مُجْرمٍ
ترعاهُ كلُ ضلالةٍ تأبى الهُدى
حاولتُ أُسْنِدُ نفسِيَ رغمَ الألمْ
فأصابني برصاصةٍ وقت الضُحى
بالثالثةْ قد زادني في مقتلٍ
و أبي حبيسُ الدمعِ مكْبولُ القوى
نادَىَ ونبضُ القلبِ أوجاعٌ له
غادِرْ صَغيري حيثُ خيرُ المُلتقى
وشقيقه ذاك الأشمُ الرامزُ
يسعى محباً كلَ حينٍ للورى
سقط الشهيدُ أمامَه و عيونُه
صوبَ الجميعِ مودعاً نحو الكُرى
قفز الأشمُ مسارعاً لشقيقهِ
كي ينقذَ الطفلَ الأبيَ من الردى
سبقت رصاصاتُ الجبانِ مروءَتهْ
فعلى أخيه تمددا ،ذاك الفتى
هذا أنا أمضي رفيقُك يا أخي
فإلى جنانِ الخُلدِ يبقى المُلتقى
في مُوتِنا عِشنا الحياةَ رغيدةً
و عدوُنا عاشَ الحياةَ وقد ثوى
عادى السلامَ مُقَطِعاً أوصالَه
عاث الخرابَ بأرضِنا ،فيها طغى
إن الدماءَ عزيزةٌ لا تُنتسى
و جرائمُ الصهيونَ لا تمضي سدى
عارٌ على العربيِّ يحيا صامتاً
والقتل فينا موغُلٌ بلغً الزُبى
سرنا معاً نحو العُلا في فرحةٍ
يا ربنا بارك لنا تلك الرؤى
الشاعر/ نضال رامز بربخ