أنا والْحُب
يُرْهِقُ الْعُشاقَ حبٌّ لا يُنالُ
يحْرَقُ الأعْصابَ عشْقٌ لا يُطالُ
وأنا لا أدَّعي حُبّي مُجابُ
إنَّهُ أيْضًا كما العِشْقِ مُحالُ
بيْدَ أنّي في حياتي لا أعاني
بلْ سعيدٌ معْ غُموضٍ في الْمعاني
قدْ يَظُنُّ الْبَعضُ قلبي ماتَ فِعلًا
وَكَذا عقلي غدا دونَ اتِّزانِ
لنْ ألومَنَّ وَلنْ أشكو مُليمي
رُبَّما أبْدو كَعُرْجونٍ قديمِ
فاقِدٍ للْوَعْيِ والْقوْلِ الرشيدِ
وَلَعلّي صرْتُ ذا فِكْرٍ سّليمِ
بعدَ سَبْرٍ مُسْتَمِرٍ وَعميقِ
مثْل أنْفاسي زفيري وشهيقي
خبْرَتي في الحُبِّ والناسِ زادتْ
لمْ يَعُدْ يُبْهِرُني زيْفُ بَريقِ
إنَّني أعْجَبُ بلْ أغضَبُ جِدا
حينما أسْمَعُ عنْ حُبٍ تَردّى
بعْدَ أنْ دامَ شُهورًا بل سِنينا
كيْفَ بالْكُرْهِ حبيبٌ يتَبَدّى
وَعَداواتٍ وحقْدٍ وَتَقاضي
وبلا نفْعٍ لِحلٍ أوْ تراضي
مُسْتحيلٌ لمْ يكُنْ ما كانَ حُبًا
لمْ يَكُنْ حتى كحُبٍ افْتِراضي
يا تُرى مَمّا عرفْتُمْ فَهِّموني
وَعَنِ الْحُبِّ رجاءً عَلِّموني
هلْ نَجاحاتُ الْهَوى أَكْثَرُ حظًا
أمْ هُوَ الْعَكْسُ صَحيحٌ كلِّموني
قُبْلَةٌ كانتْ وَظَلَّتْ في الخَيالِ
تتراءى مثلَ طيْفٍ في اللَّيالي
سوْفَ تبقى حيَّةً في قلْبِ صَبٍ
فاشْتِياقُ الصَّبِ يَنْبوعُ لْجمالِ
إنْ يَنَلْها سوْفَ يفنى الاشْتِياقُ
وحنينُ الصّبِّ أيْضًا للْعِناقِ
فجبالُ الشَّوْقِ يومًا بعدَ يوْمٍ
سوفَ تهْوي مِثْلَ قُطْنٍ باحْتِراقِ
واشْتِياقُ الصَّبِ للْوَصْلِ سيَهْوي
وافْتِقادٌ الْقَلْبِ للْحُبِّ سيَذْوي
بَيْدَ أنَّ الشَّوْقَ باقٍ أبديّا
وَيُغَذّي الْقلبَ والرّوحَ وَيُروي
وَلِهذا أصْبَحَ الْحُبُّ لديّا
فِكْرةً ما فَتِئَتْ تحْنو عليّا
لسْتُ أبْغي جسَدًا لا روحَ فيهِ
جسَدًا يَقْتُلُ الإِبداعَ والطيبَةَ فيّا
وَلِهذا صِرْتُ في الْحُبِّ فريدا
أَعْشَقُ الْحُبَّ وَإنْ كُنْتُ وَحيدا
لا جوىً كبْرٌ غُرورٌ وَتعالي
لا فراقٌ وَهَجْرٌ أحيا سَعيدا
د. أسامه مصاروه