أنينُ فرشاة
فرشاةُ رسمي جسّدت احساسي
حتى ولدتِ فمن هوى قرطاسي
لونُ البنفسجِ حِلَّةٌ لقوامِها
وهنا القلائدُ من معينِ الماسِ
ورسمتُها شبهي فهذا حبُّها
بينَ الجوانحِ لو ترونَ مقاسي
وجعلتُها أُسسَ البلاغةِ في الهوى
فاصطفَّتِ الكلماتُ عندَ جناسي
حاكت مُلاءاتِ المحبَّةِ عندما
علمت بما حاكتهُ كانَ قياسي
وتعدُّ نبضي في الدقيقةِ دونما
علمي وتحسبُ في الهوى انفاسي
وتقولُ جملتُها الشهيرةُ هاهنا
فلأنتَ في قلبي أعزُّ الناسِ
ورسمتُ قلبًا كالحريرِ ملاؤهُ
صافٍ بلا قلقٍ ولا وسواسِ
أحسستُ حبًّا لمَّحتهُ عيونُها
فسرى ليدخلَ في جميعِ حواسي
في وحدتي رسمتكِ كلُّ جوارحي
وبدا بطلعةِ وجهكِ استئناسي
أسسّتُ أمواجَ الغرامِ بقلبِها
فضربتُ أسًّا من قبيلِ أساسي
وكزهرةٍ حمراءَ ذاعَ أريجُها
اذ ما تميلُ بغصنِها الميّاسِ
سجدَ البنفسجُ حين أضحت زهرةً
وبدا الخشوعُ على عروقِ الياسِ
جهّزتُها لتكونَ تلكَ أميرتي
في القصرِ في قلبي وفي أعراسي
وهناكَ أضحت في الفؤادِ نديمتي
فسقيتُها حبًّا بذاتِ الكاسِ
رستِ المحبةُ في العيونِ بطرفِها
لتكونَ عندي مثلَ طورٍ راسي
هربت فاضحت فرشتي في حيرةٍ
وكأنّما خافت بذاكَ حماسي
كانت تعانقُ معصمي وتزورُني
وتنامُ في فيئي وفي استشماسي
أينَ المودةُ والوصالُ فها أنا
ما زلتُ أرزحُ في الفؤادِ القاسي
نشفَ المدادُ ولم أوافِ حسنَها
فأخذتُ من دمّي لرفدِ يباسي
جمَّلتُها بالحسنِ حينَ رسمتُها
حلّيتُها بالشوقِ والألماسِ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري