ندعوك يا خير من مُدَّت إليه يَدُ
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــ
الكُلُّ يَفنَى ويبقى الواحدُ الأحدُ=فهلْ عَسَاكَ بدربِ العيش تَتَّئِدُ
وتجعلُ الحُبَّ غَرْسَاً واعداً بيدٍ=تُجزي العطاءَ فيرضى الله والوَلَدُُ
هذي الحياة شَقَاءٌ في مَدَى زمنٍ=يه النفوس لكسب العيش تَنْجَرِدُ
تكابد الآه في الظلماء صابرةً=وتطلب العون من ربٍّ هو المَددُ
وليت تدرك أنّ المُبْتَلَى قدرٌ=يَقضي الصمودَ، وفيه الصبرُ والجَلَدُ
والعيشَ في زمنٍ الله قدّرهُ=ونحن فيه خيوط النَسجِ تَتَّحِدُ
نمضي لنملأ بالآمال أعيننا=فنركب البحر حيث الموجُ والزبَدُ
ونزرع الأرض كي نجني الثمار فلا=نكابد الضنك حيث الهمّ والكمَدُ
ما أروعَ العيش في عزمٍ وفي عملٍ=يبغي الفلاح، على الرحمن يعتمدُ
وأسوأ العيش في عجز وفي كسلٍ=يُفني القلوبَ فينمو الحقد والحسدُ
ويصبح المرء ذئباً لا نجاة له=بين الذئاب شريداً ماله رَشَدُ
فاجعل فؤادكَ موصولاً بخالقهِ=وانشد حصادك صرفاً ماله بَدَدُ
واجعل جبينك مرفوعاً ومدّ يداً=فخالق الخلق صدقاً فيه تنفرد
وادع الرحيم بأن يهديهُمُ فعسى=يغدو الزمان زلالا ما به عُقَدُ
يا رب صن بهدى الإسلام عزتنا=أطفئ بنورك ما في الخلق قد وَقَدوا
وبدد الشرّ والأحقاد فانج بنا=مما أفاض بمن صانوا ومن فسدواُ
لذنا ببابك والآمال توقظنا=مما استفاض بعتم الليل يحتشدُ
فارفع عذابك عن شعبٍ أتى تعِباً=يدعوك يا خير من مُدَّت إليه يَدُ
.........................................
الاثنين 31/12/2012
من مجموعة: على ضفاف القلق