✨ السفينة✨
#الجزءالأول:
نظرت إليه بإحساس غريب هذه المرة ... كان مستغرقا في نومه من شدة التعب كعادته ... حاولت ان تنام...أطفأت المصباح...أغمضت عينيها وسلمتهما للكرى...لكن النوم جفاها ولم يرحم حالها...تقلبت في فراشها ...ثم نهضت وبقيت في فراشها تنظر إليه من جديد ...تنهدت تنهيدة عميقة و بدأ حديث النفس للنفس يأخذها إلى ذكريات ماضيها مع زوجها الذي كان يحبها حدّ الثمالة ، ولم يكن زواجه منها سهلا ، فقد عانى الأمرين حتى وافقت عليه ... كان زواجا ناجحا في نظرهما الإثنين ...تقارب فكري وإنسجام عاطفي ...
وازداد حبهما بمجيئ أطفالهما الذين كانوا يملؤون البيت سعادة بضوضائهم ولعبهم ...
كان الجميع ينظر إليهما بحسد إلا من أخلص لهما الحبّ ...فكانا حديث العام و الخاص ...
ومرت السّنون وبدأت تثقل كاهل كلّ منهما...كبر الأولاد وأصبحت مطالبهم تزداد حسب حاجاتهم ... وأصبح لكلّ واحد منهم شخصية مستقلّة تميزه عن الآخر ...
كانت منذ زواجها تتحمّل مسؤولية البيت رغم انها كانت موظفة وتأتي منهكة ، لكنها رغم ذلك لم تكن تحب إهمال زوجها وبيتها وأطفالها ... كانت تشعر براحة ومتعة كبيرة حينما تكون في خدمتهم وتحاول جاهدة تعويض غيابها عنهم ، فكانت تهتم بكل صغيرة و كبيرة تخصّ أيّ منهم حتى لا تشعر بالتقصير....وكانت لا تثقل كاهل زوجها بالطلبات ،محاولة القيام لوحدها بكل مهام البيت .
وهكذا مرت السّنون إلى أن حطّ الزمان ثقله عليها فبدأت تشعر بأنها ليست بخير ...لم تعد تستطيع القيام بكلّ شؤونهم كسابق عهدها ...
أما هو ...فلم يتغير ، بقيت يومياته كما كانت ...يلبي ما تطلبه منه من ماديات دون ضجر ويمضي يومه مابين عمله و أهله و أصدقائه...وبمرّ الوقت أصبح غيابه عن البيت جليا لها ولأطفالها فكان يدخل غرفته منهك القوى و يستسلم للنوم مباشرة ...
حاورته في الموضوع عدة مرات مأكّدة له أنهم بحاجة إليه وإلى وجوده بينهم وبينت له أن الأمر تعدى إحتياجاتهم المادية ، لكن بدون جدوى... حينها تساءلت كيف أمضت كل هذه السنين وهما بهذا الوضع ؟! وكيف كانت تظن أن علاقتهما مثالية ؟!
لم تجد لسؤالها إلا جوابا واحد وهو انها عندما عجزت عن المواصلة بنفس الأسلوب الذي عودته عليه ، رفض هو ان يستجيب للوضع الجديد متّهما إيّاها أنها لم تعد رحيل التي أحبها وأمضى معها أجمل سنوات عمره ...
#يتبع👉🏻 #شفاءالروح
24/11/2024
الجزائر 🇩🇿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .