"فخ الكتابة"
تعتقد أن الكتابة متنفس يبعد عن المشاعر البلادة، فتقوم بتحرير أغلال القلم المكبل وتسلمه القيادة، ودونما استشارتك يسترسل بالسرد والبوح ويتخذها شغفا وعادة ، كأنك عبد إمعة وله السيادة !
يشي بك بعد أن أحكمت كما ظننت سد كل منافذ القلب مخافة الوشاية فيكشف المخبوء ويروي كل فصول الحكاية كأنها رواية!
وقعت في فخ الكتابة !
تمرد القلم وصارت الحروف عنده ألعابا،
وانشق عنك حلفاؤك لسانك وعيناك معلنين الانقلاب
لقد شكلوا عصابة!
سددوا الرمي بكلمات كالرصاص ودموع حارقات فأصابوا الغايات، أيقظوا جثمان الذاكرة واستدعوا كل الذكريات، فألقوا القبض على القلب متلبسا بالهروب، المسكين وقع أسيرا فلا إفلات من حكم الذاكرة والضمير والذات، يسلم القلب نفسه ويعلن الاستسلام للجوارح، يتولى القلم دفة القيادة فهو زعيم العصابة، يحترق القلب بالدموع المنهمرات وتخترقه سهام الكلمات الجارحات فينزف مجددا بعد إمضائه هدنة طويلة مع المآسي و المعاناة.
هنا فقط ! تنتبه للفخ الذي نصبه لك القلم بمكر ودهاء مستغلا حاجتك الملحة للراحة والشفاء! فتهم بإلقائه بعيدا في صندوق المهملات، وتعلن قطيعة طويلة أو ربما أبدية بينكما، لكن ماتلبث أن تحن له أصابعك وتعود الألفة وتقع في الفخ مجددا ويتمادى القلم أكثر فأكثر ..
وهكذا دوايلك مع قلمك غُدوّا ورواحا مابين فخ و قطيعة.
زينة لعجيمي 🌹🖊️
الجزائر 🇩🇿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .