على بعد نوبة من مضارب الهيام جلس وتيني على قوارع التوق ينتظر
بركات اسمك و بريد حسنك المقفى ...
ناداه الريحان و هو يحاور الندى جالسا على غرور عبيره الزكي و العز كله
من حوله يتمايل سخاء على مرمى مجد و أغنية من فضول التاريخ ....
ما بالك يا هذا تطنب في وصفها و تهذي باسمها في كذا قصيدة كأنك
عاشق من نسل ابن الملوح ابتلاه القصيد بالوله و التيه في حسن عامرية ... ؟!...
فأجبته دامعا بعد أن تناولت من يد عزه كأس شوق عربية ...
كل رشفة منها سماوية المذاق بنكهة المشارب الأبية ....
أما كفاك أنها القدس و لولاها ما كانت كل صباحاتك بمسك الآفاق كله
تنضح زكية..؟!...
ويلاه من حسن مدينة لم تذكر يوما على سجلات البلاء إلا و صارت
صفحاتها كلها ندية...
يا زهر الحرائر و الأباة إنها و ربي و ربك لحاضرة بهية .. .
فتلطف بي و خذ بيدي و اصبر علي صبرا ماجدا كنعاني الجمال و الأوصاف
و لا تنتبذ مني إلا مكانا نديا ...
ثم دعني أخبرك أني ما كنت يوما شاعرا إلا أني و كلما وطأ شرودي حياضها
و تذللت بحوري على باب ساحلها تباركت كلماتي فاصطفت من ذات معانيها في أبيات من وهج القصيد ..
و راحت هي ترمي لها بسماتها السماوية على ثرى الفجر و أنا اتلقفها كطير
يتحرى حب الحصيد ....
يا ورد المجد ...
ما كنت يوما بكاتب إلا أني و كلما مر علي اسمها ولو مرور الغمام ...
أو سمعته يذكر في محافل الأيام...
اهتزت فرائسي و فر مني ثباتي و ازدهرت نوبات العشق في وريدي الأمي
و سارع حرفي المغمور إلى أحرفه ليتسول عندها رغيف فصاحة و مدادا
من بيان و أريج ...
فاهتزت قريحتي و ربت و.أنبتت من كل سطر بهيج ....
فتبسم فواحا و اقتنع و أزهر و قبل إعجاب السماء بها و أهداني وعدا
على كف بيت و ميعاد ...
بعد صلاة في أقدس بيت على أحن سجاد ...
و خاط لي من حرير شرفه حتفا نقيا مشتهى...
منه الإحسان و إليه البر كحضن أم معتق في حنان الأبد
حد الروح و المنتهى ...
تباركت قدس ما ارتدت يوما إلى ظلال الفردوس الأعلى ....
..
الطيب عامر/ الجزائر....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .