قصيدة (شاخَتْ ثِقالُ الناسِ وهي صِباءُ)
جمال اسكندر
إِذَا مَضَى اَلنُّصْحُ كَانَ كِفَاءُ
فَكُلُّ عِتِيٍّ قَدْ غَوَاهُ رِفاءُ
قَدْ تُبْهِجُ اَلْأَقْدَارُ عِنْدَكَ هُنَيْهَةً
فَو اَللَّهِ مَا عَنْهَا يَدُومُ ثَواءُ
فَلَا تَأْمَنَنَّ اَلْوَفْرَ دَوْمًا مَلَكْتَهُ
فَلَا بُدَّ يَوْماً أَنْ يَؤُولَ خَفَاءُ
هُوَ الدَّهْرُ يُمْلِي فِي الْحَيَاةِ ثِقالَهُ
يَفْصِلُهُ لِلْمَرْءِ حَيْثُ يَشَاءُ
فَلَا تَمْتَهِنْ أَحَداً وَإِنْ كُنْتَ عَاهِلاً
سَابِقِيكَ غُبْرٌ وَالتُّرَابُ كِسَاءُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ خُلُقَكَ مَاثِلاً
فواللهِ مَا عَنْهُ يَدُومُ إبَاءُ
فَدُونكَ بِالْخُلْقِ اَلْمَتِينِ تَجَلِّيًا
حَوَاهُ مِنْ اَلدِّينِ اَلْحَنِيفِ بهاءُ
خُذْهَا مِنْ اَلْفَمِ اَلْفَصِيحِ مَطِيَّةً
كُلُّ الَّذِي تَحْتَ السَّمَاءِ فَنَاءُ
أَرَى باخلاً يَعِي مَلِيًّا لِبُخْلِهِ
عَلَى مَضَضٍ لِلصَّرْفِ يُفْتِيهِ سَخاءُ
تَجَاوَزَ قَدْرُ اَلشُّحِّ حَتَّى دَونَهُ
وَقَدْ عَاشَ إِمْلَاقٌ وَبَاتَ قَواءُ
فَلَا تَسْتَخِفْ عُسْرَ اَلْفَقِيرِ إِذْ بَدَا
هُوَ اَلْفَقْرُ لَا يُمْلِي عَلَيْهِ طَخَاءُ
فَلَا تَلُمِ الْمُخِلَّ مَا سَنِّ خَالقُهُ
اِبْتَلَى بِهَا اَلْمَكْلُومُ وَهُوَ جَزَاءُ
إلى حَامِلِ الْأوْزَارِ مَا بَلَغَتْ بِهِ
أَمَّا عَلِمَتْ أَنَّ الْمَتَابَ إيفاءُ
مِنْ طَابَ إِثِماً أُرْغَمَ الْمَرْءُ خَاسِرًا
لَهُ الذَّنْبُ حِمْلُ وَالْحِسَابُ عَفَاءُ
أَيَمْكِرُ فِيكَ الْبَغِيُّ فِي أنْ تَهْتَدِي
أَنِبْ إِنَّ هَذَا الزَّيْغُ فِيكَ رِزاءُ
وَعَثْرَةُ إِمْرىءٍ لَنْ تُثْنِيهُ رَجْعَةٌ
وَإِنْ فَاءَ فَفِيهِ صَحْوَةٌ وَذكَاءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .