“لُغَةُ النَّحْوِ: قَصَائِدُ مَكْتُوبَةٌ بِقَوَاعِدِ القُلُوبِ”
تعالَ وانظُرْ ما أراهُ في صَرْفِ النَّحْوِ ومَا تَراهُ
تَعالَ وانظُرْ في كُتُبِ النَّحْوِ مَا تَراهُ
فَهُنَا الجَمالُ يُكتَبُ بلُغةٍ تَرْوِي نَهاهُ
الأفعالُ تَصْطَفُّ، تَنْسَاقُ بانْسِجَامٍ
كَأنَّهَا فِي زِينَةِ الحُرُوفِ تُعلِي سَنَاهُ
بَيْنَ الفَاعِلِ والمَفْعُولِ حِكَايَةُ عِشْقٍ
هُمَا في النَّحْوِ قِصَّةٌ لا تَنْتَهِي سَنَاهُ
وفي المُضَارعِ، الحَاضِرُ دَوْمًا نَشِيدُهُ
يَرْسُمُ فِي كُلِّ فِعْلٍ مَا يَصِفُ بِهُدَاهُ
أمَّا المَاضِي، فيَحْكِي عن زَمَانٍ غَابِرٍ
أُفْعِلَ فِيهِ الفِعْلُ وعُبِّرَ بمَجْدٍ تَلَاهُ
والأَمْرُ يَأْتِي صَارِمًا بِلَا حِيرَةٍ أو خَوْفٍ
كالقَائِدِ الَّذي يُلْهِمُ، فَتَتْبَعُهُ خُطَاهُ
تَعالَ، ففي النَّحْوِ قَصَائِدُ تَرْوِي حِكَايَتَهُ
كُلُّ قَاعِدَةٍ كَأنَّهَا تُنِيرُ لَيْلَ مَنْ رَنَاهُ
أَرَى الجُمَلَ تُنْسَجُ مِنْ رَحِيقِ المَعَانِي
كَأنَّ النَّحْوَ فِي يَدِهِ، تُجَسِّدُ فِيهِ لَوَاهُ
التَّصْرِيفُ مُوسِيقَى الأَفْعَالِ، تَعْزِفُ
بَيْنَ مَاضٍ ومُضَارِعٍ، وَزَمَنٍ قَدْ فَنَاهُ
في النَّحْوِ، الأَسْمَاءُ تَتَرَاقَصُ في رَشَاقَةٍ
كَأنَّهَا دُرَرٌ، تَصُوغُهَا يَدَاهُ
فَالفَاعِلُ يَأْتِي شَامِخًا في صُدُورِ الكَلَامِ
والمَفْعُولُ يَنْحَنِي، لِيُكْمِلَ مِنْ مَعْنَاهُ
والمُضَارِعُ يَتَلَوَّنُ في مِرْآةِ الزَّمَنِ
يَبْنِي الجُمَلَةَ كالرَّسَّامِ، فيَجْعَلُهَا حِلَاهُ
وفي الأَمْرِ نَجِدُ الحَزْمَ، لَا تَعْرِفُ التَّرَدُّدَ
يَأْمُرُ الجُمَلَةَ فَتَمْضِي، لِتُظْهِرَ مَرْمَاهُ
تَعَالَ وانْظُرْ في النَّحْوِ سِحْرًا، في بَيَانٍ
فِيهِ لُغَةُ القَلْبِ تُنِيرُ، وتَأْسِرُ مَنْ رَنَاهُ
فَهُنَا الإِعْرَابُ رَسْمٌ بَدِيعٌ، في كَلِمَاتِهِ
كُلُّ حَرْفٍ يَنْبِضُ بالحِكْمَةِ، يَكْشِفُ خَفَايَاهُ
فَالنَّحْوُ عِلْمٌ وفَنٌّ، يَجْمَعُ بَيْنَ مَعَانِيهِ
يُصُوغُ لُغَةَ الحَيَاةِ، بِأَبْهَى صُورَةٍ تَرَاهُ
فَمِنْ صَرْفٍ وإِعْرَابٍ، وَمِنْ نَظْمِ القَوَافِي
تُشْرِقُ اللُّغَةُ مَجْدًا، تُضِيءُ لَنَا سَمَاهُ
((ليلى كو))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .