لاَ تَكُن الشَّاكي نَفْسَهُ بعدَ فَوات الأوان : ها قد ضَاعَ مِنّي زَمَنِي وأنا أَنتظِرُ الآتي وليسَ مِنْ جَديد !!
- فَمَا الآتِي إلاَّ ما قد ذَهَب - !
آهٍ أَيُّهَا الزَّمَن العاصِف في شَراييني أَرِحني مِنْ سَفُري العتيق ..
فإنَّ أمْسي يُلاحِقُني يُرَدِّدُ على مَسَامِعي أنْشوُدَة الَحَياة الضَّائعة ..
فَلْتَصمُت الذِّكريات وتَحينُ سَاعَتي فأرحل ..!
ولكن هل أستطيع أنْ أُدرِك سِرَّ الوجُود قبل أنْ أُغَادِر ؟!
أم هل يتَأََنَّى لي انْ أعزِف أنشودَةَ الودَاع لأتَمِّم بِها نَفَسي الأخير والموتُ يأتي كَوَميِضِ لحظَةٍ خَاطِفة وقد فاتَ الأَوَان وحَانَ مََوعِدي المَحتوم ..!؟
وإنْ لَمْ أشَأ ذلِك فليَكُن بالرَّغمِ مِنِّي .. سأرحل .. !
سَأرحَلُ وأنا أحمِلُ صِدْقَ مَدَارِكي الوَاعِية بأنْ ليسَ للإنسانِ إلاَّ ما سَعَى ..وبأنَّ الموتَ حَقٌّ وحقيقة ..
ولكِن سُأَمْنَحُ ما تَبَقَّى مِنْ عُمري لِمن يَهوى الحَياة .. وأَهَب فِكري البَاقِي لأطفالِ النَّفَقِ الغَاصِبِ مَعنى الحُرِّيّة ..
وهُم يَتِيهُونَ عَبر أزِقَّة الآبارِ العَتيقَة ..
ينتَظِرونَ المُنقِذَ لِيَعلوا فوقَ السُّطوحِ وأنَّى لَهُم ذلِك
وَهُم أبناءُ تِلكَ التُّربَة ..
مِنها يُنْبَتون
وفيها يموتون
فيغدو الجَسَد تُراباً ولا فَرْق
- فالتُّراب أجْداثُ الأنام - !
- فِيها نائمون ومِنها يُبْعَثون -
.
من ( نصَائح َمدروسَة وحَقائق ملموسة ) للكاتِبة عِناية أخضر " لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .