حكاية سيدة الأرض
وقفتْ عقودًا وحْدها في عُزلةٍ
والعُرْبُ غيرَ سكوتهمْ لم يمنحوا
طمع الغزاةُ بها ولن يتوقفوا
لِم لا وليس هناك من لا يسمحُ
سكتوا وذلّوا عندما لم ينصروا
وتخاذلوا لمّا رأونا نُذْبحُ
يا أمةً عاشتْ بدونِ كرامةٍ
ولغيرِ نهبِ بلادِهم لم يصلحوا
يا أمّةً نسيت مكارم أصلِها
لولا الخيانةُ هل عدوٌّ يفلحُ
نَتِنٌ يدوسُ على رؤوسِ عُروبَتي
عَفِنٌ كخنزيرٍ بأرْضي يمْرَحُ
ثوْرٌ بلا قيْدٍ يُدَنِّسُ عِرْضَنا
وَيَخورُ في صَلَفٍ وَأيْضًا ينْطَحُ
ذِئْبٌ وَيصْطادُ الطُّفولةَ مجْرِمٌ
ولاتَ مِنا مَنْ يَصُدُّ وَيكْبَحُ
عرَبٌ تَجَمَّدَ كلُّ إحْساسٍ لَهُمْ
لا شيءَ يَعْنيهمْ نموتُ وَنُجْرَحُ
بِأُلوفِنا بشبابِنا وَكُهولِنا
وَزعامةٍ في بَحْرِ ذُلٍّ تسْبَحُ
ماتَتْ كرامَتُهُمْ وماتَ ضَميرُهُمْ
أَلِمومِسٍ شرَفٌ وَعِرْضٌ يُفْضَحُ
ما عادَ قَتْلُ الأَبْرِياءِ يَهُزُّهُمْ
حتى وقتْلُ مُشَرَّدٍ إذْ يَنْزَحُ
فهوَ الَّذي جعلَ الْعَدُوَّ يُذِلُّه
وَيُميتُهُ فَإذًا لِماذا نقْدَحُ
وَنُطالبُ الْحُكامَ أنْ يَتَأَثَّروا
وَهُمُ الَّذينَ مُرادُهُمْ أنْ يمْدَحوا
يا ليْتَهُمْ كانوا كلِابًا عَلَّهُمْ
مثْلُ الْكِلابِ إذا اسْتُفِزَّتْ تنْبَحُ
لَهفي على قوْمٍ بلا قلْبٍ يرى
مَنْ يدعَمونَ لِأَيِ شيءٍ يَطْمَحُ
لا حدَّ يا قوْمي لِما هُوَ يَمْكُرُ
تَغْفو عُيونُكُمْ متى هُوَ يَكْدَحُ
تعب الفؤادُ من الخنوعِ المزمنِ
وعدوُّنا لخنوعِنا كم يفرحُ
في كلِّ يومٍ للعدوِّ مسرَّةٌ
فمتى ننوحُ بكلِّ فخرٍ يصدحُ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .