الضّـــبـاب
نشـــــــرَ الضبــابَ ليلٌ من عُبابٍ
لـم أر الأرضَ التــي كانت خطابي
لم تر الزهـــــــرةَ عيني رغم أنّي
كنت عاشقا شذاها في غـــــــــياب
ذاك مــــــــــن وفائها ومن وفائي
كنت أعدو خلفها كـــــــــلّ الروابي
ألمسُ الحــــــــبَّ بقلبي كلَّ حينٍ
و اسمع الصوتَ يناجي من ضباب
أين شمسي كي ترى عيني طريقي؟
تاه عقلــي في ظـــــلام من عذاب
يا عصاي أيـــــــن أنت فأدركيني
و أرينــــــي كــــــلَّ عثْرٍ من حداب
ليتني حافظت عنك غرّني لبـسُ الحضارة سـرابا من ثياب
جنَّ ليلي في سكـــون من سحاب
وقطيعــــي باعدتني فـــــــي نحاب
أهي تخشى مثـــــل ليلي؟ أم أحلّ
بقطيعي عصبة ٌشـــــــــــــرُّ الذئاب
أسمــــــــــع النباحَ و العواءَ ليلي
وأرى جمـرَ العيون كــــــــلَّ غاب
كـــــــــم أحاول مرارا شد خيطي
من خلال خيط ِ بردٍ مـــــــن سحاب
ورياح قلعـــــــــتْ غصني البليلَ
مـــــــــن يقيني لسعَ بردٍ يا صحابي
قصَف الرعــــــدُ فهزّ من ظنوني
ما تبقى جنــــــــــحَ ليلي من سراب
ســـــــــــــدرتي ونخلتي وواحتي يا حبّ عشقي من فلسطين فغزّي مـــــن عراب
فاقلعِ الأرضَ إذا شئـــــــت زوالا
إنّ أصلي عربي مـــــــــــــن تراب
غيّر الكــــــــــونَ طباعا إنّ لوني
أسمــــــــــرُ الوجه و يحلو لانتساب
تصنع الأحـــــــداث تجني وتظن
عـــــــــــــدم انقشاع سحب وضباب
ينبتُ العـــــــــشبُ ويمتصّ شظاياك
لعابـــــــــــي يا سوادا من غراب
إن ديني قـــــــــد حواك من بعيد
وتجلّـــــــــــــى كالفضاء في الكتاب
لا تظنّ تخــــــــــــــــاذلي كديني
إن دينــــــي هـــــو باقٍ في الخطاب
الشاعر والكاتب
أحمد بلول المسعدي / الجلفة / الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .