(تائهون )
كل شتاء
نحتاج ان نجلس
في حديقة عمومية
على مقعد خشبي
مبلل
معطر ببقايا قصص
و ذكريات
أخذتها المسافات
و رحلت
نحتاج أن نمد أذرعنا
لنحتضن المطر
والتراب يأخذه الحنين
ليمتزج بها و بعطرها
يسكر
نحتاج ان نهدأ من روع
الريح
الساخطة على هذا الوطن
و هذا الزمن
الذي يتملكه الرعب
والفتن
أشخاص تائهون
في الشوارع
مبعثرون .....
شيخ يحمل عكازا بيد
تشققت
تيبست
من التعب و معاناة
السنين ...
تحت الحائط
سيدة في الستين
لا تكف عن التدخين
تمد يدها للعابرين
لتشتري سجائر
تتناسي بها وجعا
و حنين....
رجل سكير لم يتب
يرقد على العشب
يتوسد قنينة عصير
عنب...
في ذلك الركن الجميل
شاب و فتاة في العشرين
بعبرات الحب
يتهامسان طويلا
فجأة فقدا الرومانسية
تحول همسهما الى
سب و شتم و أذية
ربما تخلى عن وعد
أوتخلى عن قضية...
و أنا بين كل هؤلاء
أراقب روح ابني
تصعد للسماء
فتحتضن غيمة
و تنام في عالم
بلا بلاء...
إرتعدت من الريح
فنهضت
وتركت المقعد لغيري
يستريح .
كريمة الحسيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .