بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 فبراير 2021

قصة غرامي...يشار علي حقويردي العراق

 قصة غرامي

حمامة أَيْقَظَتْ بِالشَّدْوِ أَشْجَانِي
وَذّكَّرَتْنِي بِلُقْيَا الصَّبِّ فِي الْبَانِ
إِذْ مِثْلهَا بُلْبُلانِ الرَّوضِ حينَئِذٍ
قَدْ شَاطَرُونَا الْهَوَى زَهواً بإِمعَانِ
وَبَادَلا قُبَلَ الْعِشْقِ الحَميمِ جَوىً
وَنَحْنُ فِي وَجَلٍ في ظِلِّ أَغْصَانِ
عَنْ نَفْسِهِ رَاوَدَتْهُ غير حافلة
بنا وفوق سَرِيْرٍ الْوَرْدِ تَزدانِ
فَعَلَّمُونَا دُرُوسَ الْعِشْقِ والكَرَمِ
وَأَكْرَمُونَا بِعَذْبِ الشَّدْوِ مِنْ دَانِ
قَالَتْ نَدِيْمَةُ قَلْبِي لا تَظُنْ بِهِما
سُوْءَاً حَبِيْبِي بِلا شَكٍّ بَرِيْئَانِ
عَقْدُ قِرَانِهِمَا يِأَتي مِنَ الصَّمَدِ
يَصحُّ مِنْ دونِ إِعلانٍ وبُرهانِ
وَعَقْدُنَا قالَ ربي لَيسَ يَختمُهُ
إِلَّا ويَحضرُهُ قاضٍ بِإِعلانِ
تَعَالَ يا مَهجَرَ الوِجدانِ مَوطنُهُ
بِالطُّهْرِ نَبنِي لَنَاْ قَصراً بِبسْتانِ
وسُورهُ ديننا المِعطاء نُجعَلُهُ
يُعصى على كُلُّ شِرِّيْرٍ وَخَوَّانِ
فَإِنَّمَا الْعَيْش عَيْشُ الْعِزِّ وَالنُّبُلِ
أَلَيْسَ يُرْضِيْكَ نَحْيَا دُونَ بُهْتَانِ
أَجَبتُ يا بَهجَةَ القلبِ الحَزينِ بَلى
أَمُوتُ أَلْفَاً وَلَا أَحْيَا بِخِذْلانِ
لَوْلاكِ يَا نُورَ عَيِني قِطُّ ما وَطأَتْ
لِصَبوَةٍ هذهِ الأَقدامُ ذا الْبَانِ
وَلا أَرَانِي بِهذَا الْبَانِ يَجْرُفُنِي
غَديرُ عِشقي اتْجاهَ شَطّ نَشْوَانِي
يَا بُلْبُلاً عِزَّةً تَشذو وفِي شَجَنٍ
ما مِثل هذا زَماني ذلِكَ الفَانِي
طَغى المَشيبُ على رأْسي وَسَقْفِ فَمِي
وَالسُّقْمُ آلَمَنِي وَالْحُزْنُ أَوْهَانِي
إِذْ هاجَرَتْ وجَفتني دونَما جُرُمٍ
مِنِّيْ خَمائلُ إِدْراكي وَوِجْدَانِي
سَكِيْنَةَ الرُّوحِ أَيَّامَ الصِّبَا السَّلَفِ
دَوَاءَ أَوْبِئَتِي في َدَمِّيَ الْقَانِي
أَرَاكِ يَا مَنْبَعَ الأَنْغَامِ وَالسَّجَعِ
كَمَا أَنَا شَاجِنٌ تَبدو بِأَشْجَانِ
رِسالتي هذهِ أَرجو تُوَصِّلَها
إِلَى الَّتِي هَاجَرَتْنِي رَغْمَ أَيْمَانِ
قُولِي لَهَا مِنْ قَتِيلِ الْحُبِّ مُرْسَلَةٌ
وَلا تَقُولِي لَهَا في أَيِّ عِنْوَانِ
أُنْبِيْكِ مَضْمُونَهَا مَادُمْتِ مُؤْتَمَنِي
إِذ يَنجَلي السِّرُّ لَو يَنْضَمُّ قَلْبَانِ
كَتبْتُ لا أَسَفَاً أَنِّي أَوامِرها
أَطعْتُ في حُبِّها جَذلاً بِإِذعانِ
كَمَا تَحَمَّلْتُ تِحنانَاَ لها هَزَأَ
الْعُذَّالَ جَمَّا ولم أَمضي كَخَجْلانِ
أَيْنَ العُهُود الَّتِي كَانَتْ تُوَثِّقُهُا
عَداكَ لا لَنْ أري وَجْهي لإِنْسَانِ
كَمَا الذِّئَابُ سَلَاطِيْنٌ بِعِفَّتِهِمْ
يَهونُ دونَ عَفافي مَطْلَبٌ ثَانِ
صباكَ أَكْسِيْرُ دُنْيَايَ العَظيمِ بَلى
أَرعى رَوافِدَهُ طَوْعَاً بِوِجْدَانِي
فَكَيْفَ بَعْدَ الْمَوَاثِيقِ الْغِلاظِ مَضَتْ
إِلَى بَلِيْدٍ هَوَاهُ لَغْوَ شَيْطَانِ
قَالُوا مُهَنْدَمَةً سَارَتْ وَبَاسِمَةً
مُعَطَّرٌ ثَوْبُهَا بِالْمَاسِ مُزْدَانِ
تَمْشِي الْهُوَيْنَا عَليها الوَردُ واثِقَةَ
الْخُطَى ولَيسَتْ بِحزنانٍ ونَدْمَانِ
يَا وَيْلَتِي وَأَنَا المُضنى الشَّقِيُّ بِها
تَسيلُ كَانت دُموعي سَيلَ وِدْيَانِ
أَقُولُ لَو لَبِسَتْ ثَوْبَ الزَّفَافِ بَيَاْضَاً
حَضِّرُوا لِيْ سَوَادَاً ثَوْبَ أَحْزَانِي
لكِنْ وَإِنْ فِي حِسَابِ النَّاسِ هَجْرُ حَبِيْبَةٍ
أَشَدُّ أَذى مِنْ لَمْسِ نِيْرَانِ
هِجْرانكِ الصَّعبِ أَذْكَى لي مُخَيَّلَتِي
يَعِيْشُ رُوحِي جَوَىً في طَابِعٍ ثَانِ
بِلَهْفَةِ الْمُتَصَابِي في الخيالِ نَشيْ
مِنْ ذِكْرِ سِحْرِ قوامٍ دونَهُ الْبَانِ
وَذِكْرِ ثَغْرٍ كَمَا الصَّهباءُ رِيْقَتُهُ
وَقَوْسِ رَدْفٍ كَمَا أَطوادُ لوغَانِ
وذِكرِ دَمعٍ كَبَلُّورِ نَقاوتِهِ
إِذا صَديْ نهَلاهُ مِنهُ طَرْفَانِ
كَذَاكَ ذِكْر صَريفٍ مُسكِرٍ عَسَلٍ
مِنْهُ تُغَذِّيهِ حَالَ الجُّوعِ نَهْدَانِ
وَإِنْ بِرَوْضٍ تَمْشَّى مَا سَهَا أَبَدَاً
تِلكَ الخُدود الَّتي كانت كَبُسْتَان
وَمِنْ أَغُنِّ صَدَاها الْآسِ أُغْنِيَةً
يَصُوغُ ثُمَّ يُغَنِّيْهَا بِأَلْحَانِ
لَا زَالَ يَرْقُبُ عُذْرَاً لِلْفِرَاقِ بِلا
ذُّلٍّ وَلكِنْ لِيُرضي قَلبَ حَيْرَانِ
مَادَامَ غَيْرَ مُقِرٍ عاجِلاً جَرَحَتْ
فؤادَهُ النَضرِ تِلكَ الفَخمَة الشَانِ
وَمِنْ كَمَالِ الصِّبا فيهِ عَفَاكِ وَإِنْ
طَوْعَاً تَرَكْتِيْهِ أَوْجَبْرَاً بِسُلْطَانِ
يشار علي حقويردي
العراق
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قوقعة الغشاوة بقلم الراقية سهاد حقي الأعرجي

 ......قوقعة الغشاوة.....  قوقعة... نعيش بأعماق ندفن بإرادتنا داخل بئر... أسود القلب بنيناه بأناملنا وكأننا مغيبون نشاطره القبح...  وسفك قار...