عنترةَ اليوم تخميس قصيدة يا دار أين تَرَحَّلَ السُّكَّانُ. لعنترة بن شداد...عوض الزمزمي مصر

 عنترةَ اليوم

تخميس قصيدة
يا دار أين تَرَحَّلَ السُّكَّانُ. لعنترة بن شداد

......
دمعاً أطالَ هطولَهُ. التحنانُ

من غيرِ ما ذنبٍ بكتْ أجفانُ

فجرتْ بهِ بينَ الرُبى خُلجانُ

يا دارُ أَينَ تَرَحَّلَ السُكّانُ

وَغَدَت بِهِم مِن بَعدِنا الأَظعانُ
............. ............. ...............

فالآنَ أحلامُ القلوبِ. هواجسٌ

والدهرُ أحلكُ والعيونُ دسائسٌ

واسَّاقطتْ تغزو النفوسَ وساوسٌ

بِالأَمسِ كانَ بِكِ الظِباءُ أَوانِس

وَاليَومَ في عَرَصاتِكِ. الغِربانُ

............ .............. .............

بِنتم وجاستْ في المكانِ خصومُهُ

من ذا يسائلُ. دهرَهُ. ويلومُهُ

وهوَ الظلومُ. غبارُهُ. وحسومُهُ

يا دارَ عَبلَةَ. أَينَ خَيَّمَ. قَومُه

لَمّا سَرَت بِهِمُ المَطيُّ وَبانوا

......... ... ............. .........

كم شقَّ سيفُ البينِ فينا و اشتكى

عضوٌ .. وأعضاءٌ تَنَّكَرُ ما حكى

أنَّى نرى للوصلِ. يوماً مسلكا

ناحَت خَميلاتُ الأَراكِ وَقَد بَكى

مِن وَحشَةٍ. نَزَلَت عَلَيهِ البانُ

............. ................. .............

للصبِّ منَّا كم. تنكرَ. خلُّهُ

أضحى نحيلاً. لا يُرى لكَ ظلُّهُ

والعمرُ ولَّى بعضُهْ أو كلُّهُ

يا دارُ أَرواحُ المَنازِلِ أَهلُه

فَإِذا نَأَوا تَبكيهِمُ الأَبدانُ

............. ................. .............

لا تنكسرْ يا باكيَّ الدارِ اتئدْ

وارفعْ أكُفَّكَ للكريمِ بما وعدْ

وعلى الذي أسرى بليلٍ فاعتمدْ

يا صاحِبي سَل رَبعَ عَبلَةَ وَاِجتَهِد

إِن كانَ لِلرَبعِ المُحيلِ لِسانُ

........... ............. .............

يا خلُّ هذا البينُ قدَّ وصاليا

يا دهرُ ما للسعدِ فيك وماليا

إنْ رُمْتُهْ كالطيرِ حلَّقَ عاليا

يا عَبلَ ما دامَ الوِصالُ لَيالِيا

حَتّى دَهانا بَعدَهُ الهِجرانُ

......... ............. .............

ليتُ القوافي ناصرتْ مستنصرا

ودعتْ إلى دربِ المحبةِ مُنْكِرا

والعمرُ ولَّى. شاجباً مستنكرا

لَيتَ المَنازِلَ أَخبَرَت مُستَخبِرا

أَينَ اِستَقَرَّ بِأَهلِها الأَوطانُ

.............. ................ ..............

الشعرُ من غضبٍ يُكَفِرُ حرفِهُ

والحرفُ فى دِعَةٍ يراءي عطفَهُ

والنصفُ يشطرُ في رفاتي نصفَهُ

يا طائِراً. قَد باتَ. يَندُبُ. إِلفَهُ

وَيَنوحُ وَهوَ مُوَلَّهٌ حَيرانُ

........... ............. .............

يا شاعراً عاشَ الزمانَ. مدوِّنا

وأعذت بالفلقِ الطلولَ محَصِّنا

وتركت بعضكَ يستجيرُ مخَوِّنا

لَو كُنتَ مِثلي. ما لَبِستَ. مُلَوَّنا

حُسناً وَلا مالَت بِكَ الأَغصانُ

..... ....... ............. .............

أينَ الرغيدُ العيشِ ممن دربهُ

أشواكُ يبكي من. أذاها كعبُهُ

سيفٌ ومن سِنَةِ الأحبةِ سلبُهُ

أَينَ الخَلِيُّ القَلبِ. مِمَّن قَلبُهُ

مِن حَرِّ نيرانِ الجَوى مَلآنُ

............ . ............. ...............

يا طائرا عُدْ لي. جناحُكَ مُنقذي

فأنا الذي بهواكَ دوماً أحتذي

خذني لعطفكَ مُتُّ إنْ لم تأخذِ

عِرني جَناحَكَ وَاِستَعِر دَمعي الَّذي

أَفنى وَلا يَفنى لَهُ جَرَيانُ

.............. ............... ..............

إنِّي أتوقُ. مع الحنينِ لقبلةٍ

من عبلتي يا حسنها من طفلةٍ

فافرشْ جناحكَ والزمانُ بغفلةٍ

حَتّى أَطيرَ مُسائِلاً. عَن عَبلَةٍ

إِن كانَ يُمكِنُ مِثلِيَ الطَيَرانُ

عوض الزمزمي
مصر