" تصفيد الحروف "
تتهامش الحروف وتنزوي
بين الخفت واللمعان
على قتاد شعرك المسترسل الفتان
آيتان لليل والنهار
آية الليل مظلمة وفيها انهيار
أية النهار مبصرة وفيها انبهار
تسقط فيها ثكلى سهام الكلام
تتلوي صرعى وترتع الحملان
في صمت فدان
بين الجدال ولين الملام
بين العصف وسبل السلام
استسلام حبائل الوئام
في القدس لا تهان
فإذا حلت ربوع الصيام
وجاءنا بالبشر رمضان
صام الطفل قبل الغلام
وظهرت الكورونا كأوهام
أمام قوة حبك يا الله
في فردوس الجنان
في زمن التحدي زهرتان
وكبر على على أراجيز
فيروس الغرور فى الزمام
فأين سطوة حروف الجان ؟؟
أين صفوة السحر والسحار
والجبروت والطغيان؟؟
تجارة البغض في صين يوهان
سمسرة التجار في أمريكا دجال؟؟
ناداك شعبان يا رمضان
أن أقبل بالزكاة والزكاة غلال
طهرنا بها على رأس شلال
واكسر فينا الأصفاد والغلال
خلصنا من كتائب الشيطان
خلصنا من قوارض الجرذان
فمردان الحروف يأتون ككثبان
في خبائل الظروف منددون
يقتنصون كمائن العميان
يمزقون حبائل سجادة الأمان
يعزلون ما يشاءون من حكام
يستطيلون في حبائس البنيان
يتربعون في العروش أعوام
يستعرضون على الخليج ألوان
يستقون بالسدود على النيل
ويمرقون بين الفرات والشطآن
يكسرون كبائل الميزان
يدحرون عبادك يا رحمن
يغلقون بيوتك يا عدنان
يستعدون وعفريت الجن
ما جاء بعرشك والصولجان
يا بلقيس على مر الزمان
مكبلة حروفه ومصفدة
ومنكلة أمام سليمان
لا ترتجي غير العصيان
( وما كفر سليمان )
وما نضب معين الوحي
والسر في رمضان
وسل هاروت وماروت
عن سبحان والفتنة
حروف السماء شفافة
ومبجلة وعطرة
تأتي ليلا من المسجد الأقصى
إلى المسجد الحرام في غطرة
تلتحف بمنصة البيان
عباءة نبل التقوى و الإيمان
حروف الجان معطلة ومنكسة
وتسقط في قطرة
وما خرجت من الحفرة
والسر في رمضان
نبل التعامل أسمى من الركبان
حبر المعامل أرقى من الهيلمان
دون رصاص معارك الوديان
فأين الملاهي في عرفات ؟
أين التباهي في الحانات ؟
أين التماهي في الخانات ؟
أين الفنادق والقهاوي والبارات ؟
أين المشاتي والمصايف
في انشطار الحارات ؟
لقد صدأ الميدان
وتعثرت أقانيم البلدان
صارت كل الصفحات ملونة
حتى أهازيج الثورات مثقلة
ملأ الضجيج البقاع
وما زلنا نستنفر الضباع
وتركنا أسود الشري مثخنة
ترعي الضياع ڤي رمضان
تستجدي خطأ السؤال
تستلهم غلط المقال
ترضى بقبيح المآل
تترك صحيح الحمد للعنفوان
صارت جيوشنا معبأة بالجراح
جميلها بيضاء مسخنة
مغلفة يلتهمها فيروس المكان
ماذا فيك يا رمضان هذا العام ؟
أبعد أربع سنوات مفعمة
ستزول إسرائيل المتجبرة ؟
تسقط أمريكا مترعة
تنتظر العدم بالغثيان
ويعلو نجم الصين مبجلة
ترتقب العطن بالهيلمان ؟
أراهم يسلسلون الوطن
بدجال المسيخ فى إيران
هل ستنتعش من جديد طهران ؟
وتصبأ في أقاحي العمر وهران ؟
هل ذو السويقة تاجر زعفران؟
هل السفياني قادم من تتوان؟
هل ستخلع الكعبة حجرا حجرا
من زوبعة فنجان العمران
وترص في خرسان وأصفهان ؟
أم في حبشة أثيوبيا السنديان ؟
السر في رمضان
للمسلمين انتصار وازدهار
في تباشير القرأن
فعلى رسلك يا يمامة
مهلا أيتها الحمامة
رويدا فغزالة العشاق
كالأيائل والزرافة
نرنو لها ناظرين
في بساتين السلامة
متوسمين في تهامة
فأكملي تصفيف شعرك بالغرام
وانتبهي للمرام يا سلافة
دعي القتاد المترسب
والمتسرسب فينا ليل نهار
واجأري لا تكوني
كالفراشات رقيقة
يقتلها الضوء سكران
بحنين الذكريات جبار
فلرمضان هذا العام آيتان
آية منك بالخفقان
وآية للحروف بالذوبان .
..................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .