بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 يناير 2020

غربة الياسمين بقلم الشاعر المبدع / عبد الكريم رعدون

عبدالكريم رعدون
غربة الياسمين
في غربتي وفي غرفتي خنقتني عبرة الحنين وعشعش الملل في
زوايا جسدي فتحت النافذة علي
استنشق هواء يذهب خنقتي
لكن دون جدوى
فتحت الباب وخرجت قاصدا روضا جميلا رايته من النافذة
مشيت بخطأ متثاقلة باتجاه الروض وقفت ببابه متاملا اياه من
اعلى درجاته
روض جميل نزلت الدرج وانا انظر
تقسيماته وتقطيعاته المرتبة
بشكل هندسي لا تخلو من بصمة
فنان
هنا ورد جوري يشابه وردنا
وهناك ورود القرنفل بالوانه المختلفة وورد رفيعة طويلة السوق وفي فسحة دائرية يرقد
البنفسج بحزنه الرصين وعصفور
الدوري يزقزق وبشقاوته المعهودة
يطير ثم يحط على الارض يقمز
قمزته الجميلة فتسألت ااعندهم
دوري وابتسمت بسمة اليائس
وتابعت مشيي فرايت في زاوية
جابية بنظرة خاطفة ياسمينة
فاعدت النظر لاتاكد دققت النظر
نعم انها ياسمينة غبطتني الفرحة
فاتجهت نحوها ووقفت قبل ان
اصلها متاملا منظرها البديع
قلت بنفسي ما اتى بها الى هنا
ليس مكان ولا موطنها
اقتربت اكثر وبحذر وكاني لا اريد
ازعاجها خضار زاه وبراعم مرفوعة
الى السماء كانها فارس يسعى
ليطال المجد شموخ وكبرياء
وزهراتها البيض منها ماهو بارز
ومنها ماهو مختبئ بين اوراقها
يا إلاهي انها ياسمينة الشام شام
العز فارتفعت معنوياتي وزادت تثقتي بنفسي وانا ابن الشام
وقفت بجانبها فابتسمت وقالت
اهلا اهلا اهلا اهلا اهلا اهلا
قلت اهلا ولكن ليس لك هذا سهلا
قالت انا غريبة هنا اتو بي لاجل تعدد الزوهور والتنويع لا يعرفون
من انا ولا قيمتي ولا اعتباري
كما في اهلي وسهلي
اقترب اقتربت قالت مد يدك امسكني انا بحاجة الى دفئ اهلي
مددت يدي وامسكت اغصانها بحذر ولطف كي لا اوجعها او اجرح احدى زهراتها
قالت لا امسكني وهزني فان عبيري لا ينتثر الا اذا هزني اهلي
هززتها برفق قالت اقوى هزني
كي انثر عبيري في فضاء الروض
كله حتى يشم رائحته الجميع
فهززتها بقوة وانتثر عبيرها
وكلما هززتها اراها تتطاول اكثر
وكانها تغتي
بالغار كللتي ام بالنار ياشام
انت الاميرة تعلو باسمك الهام
فانتصب جسمي وارتفع راسي الى
اعلى وكانني اردد النشيد الوطني
وعم عبيرها الفضاء فانتبه الناس
ماهذه الرائحة الآخاذة واتجهوا
نحونا جميعهم وتجمعوا وكاننا
في كرنفال وقفوا وتسالوا
لم اعرف ترجمة ماقالوه لكنني
فهمت تسالهم ما هذه الرائحة
الفريدةثم غادرو غير آبهين
معبرين باشارات تعجبهم
لم يعرفوا ترجمة رائحة الياسمين
وبقيت وحدي
لكن الشمس اقتربت من المغيب
قلت لها مودعا الى اللقاء
قالت ستغادر قلت نعم ليس من
خيار قالت اترك اثرا من رائحتك
يذكرني اهلي وبلادي
فشققت قمصي الداخلي المشبع
بعرقي ورائحتي وارددت ان اربط
قطعة منه على غصن من اغصانها
قالت ليس هنا في داخلي
كي لا تعبث بها يد عابث جاهل
انحنيت وادخلت راسي ويدايا
داخل اغصانها وربطت قطعة
قميصي وغادرت والاسى
يعتصرني ويعتصرها
عبدالكريم رعدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قوقعة الغشاوة بقلم الراقية سهاد حقي الأعرجي

 ......قوقعة الغشاوة.....  قوقعة... نعيش بأعماق ندفن بإرادتنا داخل بئر... أسود القلب بنيناه بأناملنا وكأننا مغيبون نشاطره القبح...  وسفك قار...