الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق
………………… .
(حكاية الأرض)من ديواني(كلمة حق في حضرة ظالم)
…………… .
أحكي لكُم عن أرضِنا وجهادِها
دونَ الكواكبِ إنَّها لَتُعاني
وَلَدتْ ملايين الخليقةِ،أنجَبتْ
عِبرَ العصورِ وسالفِ الأزمانِ
صَبَرتْ ولَم تَجزعْ ولَم تقسو وقَدْ
حملتْ شواهقنا بقلبٍ حانِ
و رَستْ عليها في البحارِ مراكبٌ
مَخَرَتْ عِبابَ هدوئِها الفَتّانِ
كلُّ الكواكبِ في السماءِ تَلألأتْ
وبَدَتْ لناظِرِها كعالَمِ ثاني
والأرضُ قد مادَتْ بِنا وتَأرجَحتْ
من فِعلِنا وطوارقِ الحَدثانِ
تشكو لباسطِها عظيمَ فِعالِنا
ودُعاؤها صَمتَاً مع الآذانِ
وتَبُثَّهُ من هَمِّها قَهراً بهِ
وَجعاً وآلاماً منَ الإنسانِ
لكنَّها رغمَ العذابِ بِفعلِنا
تَهِبُ الحياةَ لعيشِنا بتَفاني
تُعطي لنا أضعافَ ما نأخُذْ وما
مَنَعَتْ عطاءً ،ما اشتَكَتْ بِتَواني
حَمَلتْ صَقيعَ الجوِّ في فصلِ الشِتا
وجحيمَ حَرِّ الصيفِ كالبُركانِ
وزلازِلٌ هزَّتْ عميقَ قرارِها
وبحارُها فاضتْ بِلا استئذانِ
مُلِئَتْ شوارعُها بسياراتِنا
وضجيجِنا فَضلاً عن الحيوانِ
إعمارُنا وبِناؤنا وبيوتُنا
قد هُدَّ كاهِلُها بِذي البُنيانِ
يا ربِّ احفَظها خزينةَ إرثِنا
وَمَقَرَّنا في النارِ أو بِجِنانِ
واحفَظْ كرامتَها وارحمْ حالَنا
فيها وهِبّْها منْ لَدُنكَ أمانِ
هِبها ارتِكازَاً يا إلهي فَإنَّها
مَلَّتْ ضَجيجَ الكونِ والإنسانِ