"ياسمين غزة بائعة الشاي"
وصفوك أمِّي أنَّك الأخطار
قتلوكِ دون مسببٍ أو عار
في بطنها كان الجنين فاخرجوا
أحشائها .. والطفل صار منار
قذفوا بغل حقدهم لصغارنا
نكروا علينا أن نصير كبار
أعداد تغدوا للقبور مجامع
شهداء غصت تسكن الأسحار
وأخي تزاحمت الجموع لقتله
نعتوا الصغار بأنَّهم أشرار
لم يدروا أنِّي لن أبارح موطني
مهما تمادت حنقة الفجار
تأبى الطفولة أن يخاط رداؤها
تحت المدارسٍ أصبحت تنهار
رفضت كفوفي أن تمدَّ لذلةٍ
لأُقيت أختي ما جباه حصار
لم يبقَ دارٌ للكريم بخيرها
إلا الحجارة قد بكت من نار
فمشيت أسعى بالكؤوس لبيعها
بين الحميم ولم أكن أختار
من يشتري شاي الفقير بحفنة
أو رحمةٍ لم ينأها الأخيار
فأنا اليتيمة في الديار عزيزةٌ
وجلال قدري للجنان مسار
مهما تطاولت الغزاة لنحرنا
ستظلُّ رايات الشهيد عمار
لن تقتلوا فينا الحميَّة إنَّما
أطفال غزَّة نبتة الأحرار
أمَّي وإن جار الزمان أبية
قدسي الحبيب منارةٌ وفخار
بقلم : المستشار الثقافي
السفير د. مروان كوجر