*حوار مع مرآتي*
أخبريني يا مرآتي من أكون
فعلى جبيني تجثم السنون
كالجبال الراسياتِ
و على ثغري تقبع بقايا قبلات
بطعم الأمنياتِ في فنجان الجنون
و هاتان العينان تنتظران
كسندريلا هذا الزمان
أميرا يسكن في قصر الذكريات
و يلتحف في صخب الحب السكون
***
أخبريني يا مرآتي و لا تكذبي
فأكبر الخطيئات ألا تسحبي
عن وجه سنواتي الشاحب
قناع الخداع
و أعظم دعواتي أن تكتبي
على جبهة خيباتي نقطة الوداع
***
في لحظات
تطل طفلة لم تكبر
بضفائر الشّعر الأشقر
سنابل انتظارات
في موسم الحصاد
عيناها بِركَتا حلم معطّر
تغتسل فيهما نوارس الحب
في كل فجر و ترحل
و على خدّها المبلّل بالخجل
يفرّ الكلام على عجل
كأحلام لا تنام في دفتر القدر
***
يا حروف لم أكتبها على كراستي
كيف أتهجاكِ
و أنا لم أتعلم بعد لغة الصّمت
لأنسى صوت أمسي و ألقاكِ
فنشرب على نخب الموت
خمر حياتي؟
كيف كبرت في صباكِ
كل جمل عمري
و صارت النقاط حجارة قبري
و صدرك لم يرضعني يوما
غير حبر الغدر؟
كيف ماتت كل ورودي
و لم تنهمر المطر
إلا على أخدود اللحودِ
و كأنني منذ ولدتُ أحتضر
و على شجرة الوعودِ
يموت غدي
قبل أن يشتد عودي
***
أرجوك يا مرآتي
أعيدي لي سنواتي
كباقات الأقحوانِ
فأنا لم أمرح يوما في روابي الفرح
و لم أسابق فراشات الأمنيات
أعيدي لي عنفواني
في ظرف مختوم بالقبلات
و إن أضعتِ عنواني
و بحثتِ عن صورتي
بين تجاعيد الزمانِ
و لم تعثري إلا على أفنان عبراتي
فعلميني تعاليم النسيانِ
لعلني أنسى من أبكاني
و سرق مني الأمن و الأماني
فهرمتُ في لحظات
و مرّت سنواتي كالثّواني
فلم أعد أعرف
متى بدأت حياتي
د. علياء غربال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .