"النِّيرونْ" هَلْ يَرْحَلْ ؟!!!
مُثْخَنٌ صَنْدوقُ هامَتِكَ
ماءُ شَرايِينِكَ يَمٌّ فِيهِ مُكسَّرْ
لَوْنُهُ عَالَمٌ كَريهٌ أَحْمرْ
نَخْبٌ، نَكِدٌ،لَوْنُهُ ،طَعْمُهُ..
مُرٌّ..حَنْظَلٌ..أَصْفَرْ
حَتْماً وُجودُهُ قَدْ يَتغَيَّرْ.
هْوَ بالغُرَابِياتِ..بِالنَّائِباتْ..
بِالدَّاجِياتِ..والغَيْبِيَاتْ.
أَبَداً كَيْفَ يتَبَدَّلْ ؟!!
"نَيْرُونُ" باقٍ فِيكَ .. وفِينَا مٍوْجُودٌ لَا يَرْحَلْ.
يَجْري طَيْفُهُ فِينَا كَالضَّوْءِ كَالزَّمَانْ
كَخَيْلِ الرِّهَانْ
تَائِهٌ..ضَائِعٌ ..هَائِمٌ..شَارِدْ..
يتَحَرَّكُ ..وَلَا يَتَغَيَّرْ.
أَفْكَارُهُ مِنْ مَاضٍ سَحِيقْ
لَا تَتَبدَّلْ ..وَلَا تَتَحَوَّلْ ..
تَطْحَنْ العَواصِفً ، تَجْنِي الدَّمارْ
تَحْرقُ النَّارْ..تَجْنِي الغُبارْ
ثِمَارُها دُخَّانٌ يتَناثَرْ
حَصادُها داجِيَاتٌ تَتَواتَرْ
تُكَهْرِبُ الفَضاءْ
تُعَتِّمُ الأَجْواءْ
بِأَنْفاسِها بُرْكانٌ نَتِنٌ يَتَفَجَّرْ
أَشٌواكُها ..تَرْتجِفْ ..تَرْتَعِدْ..
تَغْتالُ الجَمالْ
تُبَدِّدُ الدَّلَالَ ..تُخَلْخِلُ الخَيالْ
أَفْكارُ "نَيْرُونَ" مَخْنوقَةٌ خَانِقَهْ
لِأنْفاسِ الآَنامِ والضِّياءْ
تُقزِّمُ العِزَّةَ والسَّناءْ
دَخِيلَة فِي الثَّنايَا والطَّوايا
تُكَبِّلُ الرُّوحً تَتَحَكَّمُ في الزَّوايا
زُهورُها لَيْسَتْ زُهورْ
وَقٌبُورُها أَبَداً قُبُورْ
هِيَ عَوالِمُ لَاتَتَغَيَّرْ
يَغْشاها الصَّمْتُ وَتُغلِّفُها الأَسْرارْ
تَفْضَحُ واقِعَها الزَّلازِلُ والأَقْدارْ
وَتَكْشِفُها التَّكْراراتُ والتَّفاصِيلْ
تَرفَعُ رَايَتَها العَواصِفُ والأَعاصِيرْ
حِذارِي..حَذارِي..وحَذارِي
أََنْ تَغْفِلَها الذَّاكِرَةُ والمَسْؤوليَّةُ والعُيونْ
أَنْ تَطْمِسَها المُؤامَراتُ والسِّنونْ ؟!!!!!!
إدريس البوكيلي الحسني
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .