بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

على الدرب بقلم الراقية رفا الأشعل

 على الدّرْبِ ..


على الدّربِ سرنَا نخوض الصّعابا 

نجوبُ فجَاجًا .. ونَقْفُوا سَرَابَا


لماذا أتينا .. ومن أينَ جئنا 

إلى أينَ نمضي ..نشدُّ الرّكَابَا


وَمَا العمْرُ الاّ بِسَاطٌ سَيُطْوَى

وإنْ طالَ منهُ زَمَانٌ وطَابَا


حياةٌ وتبدُو كحلمٍ .. كوهْمٍ

كَجَامٍ شربنَاهُ شهدًا وصَابَا


حياةٌ بأشجانها صهرتْنا

أتوهُ على الدَرْبِ والقلبُ ذابَا


تمرّدَ دهرٌ .. قسَا وتجنّى

وفي القلبِ ينشبُ ظفرًا ونَابَا


وبينَ ضُلوعي أسًى مثْلُ جَمْرٍ

إذا جفّ دمعي يزيدُ التهابَا


لماذا قُلُوبٌ على الغير تقسو

ذِئابًا أرَى يَلْبَسُونَ ثيابَا


حسودٌ تراهُ يلينُ كأفعى 

ويحقنُ بالنّابِ سمًّا مُذَابَا


وجوعانُ والزَّادُ بَيْنَ يديهِ

ويفتكّ زَادَ أخيهِ اغتصابَا


ومالٌ لديهِ بغيرِ حسَابٍ

فيبْني قصورا .. ويبني قبابَا


أضاء بأُفْقِ العُلا مثلَ شُهْبٍ

جدودٌ لَنَا .. يسكنونَ التّرابَا


أنَنْسى بأنّ عيونًا ترانَا

عيون الّذي قَدْ أعدّ الحسَابَا


وللكونِ سرّ نظامٍ دقيقٍ

فمن يزرعُ الشَّرَ يجني عذابَا


لماذا تكاثف هذا الظّلام

فما يرحلُ اللّيلُ والفجر غابَا


لماذا محا النّاس رسمَ الجميلِ

وكم يرسمونَ الحياةَ خرابَا


بآفاقنَا يرسمون حروبًا

وأشباح موتٍ تجوبُ الهضابَا


وأشْواكُ تُزْرَعُ فوقَ الدّروبِ

وفي أفقنَا ينثرونَ السّحَابَا


أيستمتعونَ بكلّ قبيحٍ

ويجتنبونَ الجمالَ اجتنَابَا


تساءلتُ كيف.. ويحتارُ فكري 

ولكنّني ما وجدتُ جوابَا


وحين قبلْتُ بكلّ المآسي 

إذ الله يفتَحُ للنّور بَابَا


يطلّ على عالمٍ من جمالٍ

وفيه الضّياءُ يفيضُ انسكابَا


بأفقِ البيانِ وجدتُ عزائي

وجدتُ دواءً لجرحي فطابَا


ومنْ خَمْرِ حرْفٍ ملأتُ دنَاني

وسِحْرُ المّعّاني .. مَحَا الاكتئابَا


نَسَجْتُ من النّورِ بَعْضَ القوافي 

كشدوٍ تهادتّ لحونًا عذابَا


                     رفا الأشعل(تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

صديقة الحب بقلم الراقية فريال عمر كوشوغ

 صديقة الحب .... لنْ أكرهَ الأُلفَةَ والتَعَلُقَ بكِ ،  واَنتِ الرّغبةُ الحب ،  والأخت والصديقةُ ..... أنتِ العشقُ والغرامُ ..  كيفَ لي أنْ ...