الحدّاد
——————————
قُلتُ لصانعِ المفاتيحِ والأقفالِ:
اِصنعْ لي مِفتاحًا يفتحُ الأبوابَ الموصدة أمام الباحثين عن الرزق الحلال، والعملِ الشريف، والتي أغلقها قاطعو الأرزاق عمدًا فى وجهِهم.
واصنعْ مفتاحًا أفتحُ به أبوابَ السجون المظلمة التي يقبعُ بين جدرانها أسرى سُجنوا ظلمًا على يدِ عُصبةِ الشرِ؛ لأنهم دافعوا عن أرضهم.
ليتك أيضًا تصنعُ لي مفتاحًا آخرَ يفتح العقولَ المنغلقة التي لا تستطيع تفهُّم وجهاتِ النظر المختلفة ولا تتقبلُ الأفكار الخلاقة والمُبدعة، فيتسببون فى خلق المشكلات، وعقد العُقد، وتتعطل من أجلهم المراكب السائرة.
واصنعْ لي قفلًا أغلقُ به الأبواب التي يتسللُ منها الحزنُ والأسى إلى قلوب الطيبين؛ فشابت قلوبُهم، وتجهمتْ وجوههم، وامتلأت بالتجاعيد المُبكرة.
فابتسمَ لي، وقال متعجبًا:
سيدتى، أنا حدّادٌ، لستُ ساحرًا..!
بقلم/ تهانى عزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .