بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يوليو 2024

حوار مع العراف بقلم الراقي السيد سعيد سالم

 حوار مع العراف

قال العراف ذات يوم : سأقرأ لك الطالع

ولكن كيف ؟ وقد انطفأ في سمائك يا مسكين النجم الساطع

ستظل هارباً حيراناً تعشق السفر

تهرب من الأحزان ومن غدر البشر

وتعزف على الناي الحزين لحناً قديماً يرفضه الوتر

هكذا كتبت الأقدار لك الأحزان منذ الصِغر

فأنت تعيش في زمن تاهت فيه المعالم والأوصاف

هكذا قال العراف

فقلت : لا.. ستعود الأفراح يوماً وليالي الزفاف

ويمتلئ نهر الوفاء حتى الضفاف

ويعود عصفور الحب ينشد أغنيات الغرام على شجرة الصِفصاف

فصمت قليلاً العراف .. وظل يوشوش الأصداف

ثم قال : سوف تستمر وتتوالى الأحداث

فأنت تعيش في زمن بارد الإحساس .. زمن تتعثر فيه الأنفاس

والكذب يملأ يا ولدي وجوه الناس .. فقد انتهى عصر الوفاء

ومازلت تحلم بأنك تعيش طائراً حراً طليقاً في الفضاء

دعك من أوهامك يا مسكين .. فالخيال جريمة الشعراء

فقلت : لا .. لن يهزمني البكاء ..

وسأعزف يوماً على أوتار الحنين .. لحنا يتعلم منه كل العاشقين

ولن تتوه الأحلام أبداً في الرمال على شواطئ المحبين

فبرغم طريق الأشواك سأظل أزرع في الأرض بذور الياسمين

وتطرح سنابل الحنان في سطوري .. ليشبع منها كل الجائعين والمحرومين

فضحك وقال : يا ولدي أمل عقيم عقيم .. أحزانك أقدار مكتوبة فوق الجبين

قلت : الحمد لله .. هو القادر على كل شيء وبه نستعين

فمرت الأيام وتقابلت معكِ يا فرحة عمري في يوم العيد

وعاد الأمل يرقص في طرقاتي من جديد 

فتحققت معجزة القدر بلا مواعيد .. وغادر قطار الأحزان حياتي بعيداً بعيد

فيا أعز الأحباب .. لن يمضى قطار الأفراح معكِ أبداً .. لن يودعني الشباب

ولن يكفيني في حبك أن أسطر ألف ديوان .. ومليون كتاب

واليوم فقط يا جميلة الأوصاف أدركت كذب العراف

وذهبت أسأل عنه الناس فقالوا : أتبحث عن سراب ؟

فقد هرب العراف قبل العتاب .

بقلمي : السيد سعيد سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هجرة نحو المجهول بقلم الراقي سعد الله بن يحيى

 هجرة نحو المجهول  سأكون كعابر سبيل  أبادل صفو الوداد   سأسلم مدح حبي  وهمس ودي  إلى الآهات  إلى ضفاف القسوة  حيث أنزوي  مع وخز الذكريات  ...