بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 يونيو 2024

على أطلال تدمر بقلم الراقي جورج عازار

 على أطلالِ تَدمر

بعضُ العارِ عَورةٌ

والعارُ عندَ البَعضِ

نَظيرُ فضيلةٍ

ومتاهاتُ الخياراتِ

تَصعُبُ عندَ القَرارِ

فأين المَفرُّ؟

صبراً زَنوبيا

تكالبَ على أسوارِكِ الرُّومُ

وهتَكتْ حجابُ المَعبدِ

خَفافيشٌ وغُربانٌ

أرملةٌ تُقارعُ الرِّجالَ

غير هياَّبةٍ

تَلبَسَ ثيابَ الرِّجالِ

حين يَندرُ الرِّجالُ

وعلى ظَهرِ فَرسٍ

تُثبِتُ الزَّباءُ

كيف الخُيولُ

للخيَّالِ تنصاعُ

حروبٌ تُنجبُ لُقطاءَ

وذئاباً في العَتمةِ

والنَّصرُ جَماجِمٌ

والغنائِم ُبارودٌ وقبورٌ

الأصفادُ من ذَهبٍ

والحُرَّة من القيودِ تأنَفُ

ورائحةَ الزَّنازينِ

لا تَستَسيغُ

هل كان سماً ما تَجرَّعتهُ الزَّباءُ؟

أم لَونُ الخَديعةِ

ذاك الَّذي طَغى

على شَذى جِيفِ الخيانةِ

وشُذّاذِ الأفاقِ؟

تبتسمُ مَلِكةُ الشَّرقِ

فيعلو وجهَ أوريليان

الاصفرارُ

بِرِفقةِ وهبِ الَّلاتِ

أُذينة يفتحُ ذراعيه

في النَّفقِ الطَّويلِ وينتظرُ

أطلالُ تدَمُرتا الخَاويةِ

تُنعشُ كُتبَ التَّاريخِ الهَشَّةِ

ماتَت نامَت عاشَت

زنوبيا

وهل تموتُ الأساطيرُ؟

بين الموتِ والموتِ

تختارُ الموتَ

فيصيرُ الموتُ حياةً

بِحُرقةٍ بَكت بالميرا تاجَها

من يمسحُ دمعةَ أيتامِها

ومن يَرتُقُ مِزَقَ ثَوبِها

ومن يُضمِّدُ جِراحَ ذاكِرتها

مثل قُطَّاعِ طُرُقٍ حَضَروا

نهبوا وأحرقوا

ذبحوا ودمروا

حتَّى الحِجارة لم يرحموا

المعابِدُ ثَكَالى

وبِلْ يُرثي

تماثيلاً أضحَت في متاحِفهم أسرى

في جحافل وحشودٍ قدموا

على مُحياهم ابتساماتٌ

وخلف ظهورِهم مجانيقٌ وسيوفٌ

من كُلِّ بقاعِ الأرضِ

ذاتَ يومٍ جاؤوا

لتأديبِ اِمرأةٍ

أغضبت رُجولتَهم الزَّائفةِ

حينما رَغبِت أن تكونَ حُرةً

جورج عازار شاعر سوري

ستوكهولم السويد

اللوحة بريشة الفنان السوري التشكيلي: يعقوب اسحق

هوامش: زنوبيا أو الزباء: اسم ملكة مملكة تدمر السورية القديمة

أذينة الثاني: اسم زوج زنوبيا الَّذي خلفته على عَرش المملكة بعدما قتله الرومان

وهب اللات: ابن زنوبيا والذي تولت امه الحكم نيابة عنه كوصيَّةٍ عليه ومات طفلاً قبل اجتياح الرومان لتدمر وانهائهم لحكم زنوبيا

أورليان: إمبراطور روما الذي حارب زنوبي

ا وقضى على حكمها

بالميرا وتدمرتا: أسماء لمملكة تدمر-ِ بِل: معبد في تدمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

ياللعار بقلم الراقي السفير منذر العزاوي

 يا للعار....!!!؟؟؟ أنْهَكهُ اٌلتعبُ  و أصابَ جَسدهُ اٌلهزالْ   بقيَ وحيداً في هذا العالم.. استشهدت الأمُّ و اٌلأعمامُ و اّلأخوالْ الأب مات ...