( الرسالة الأخيرة )
أيها الطائر المهاجر
عرّج على مسكنه
أخبره أن طفلته قد كبرت
حلّت الجدائل
واستعارت من خيوط الشمس
خصيلاتها
وقد تلونت عينيها
بخضرة النجيل مع العسل
ولونت شفتيها بحمرة الكرز
انها صارت أطول
وصار فستانها أطول..
أخبره أن خمسة عشر ربيعاً مرّوا
ومثلهم من الشتاءات
وما زالت على العهد
و إن شجرتكما الصغيرة
صارت أما.. وأثمرت
الأرجوحة تلك صدأت سلاسلها
والدروب صارت شوارع..
أخبره إن العمر يمضي
وعقارب الساعات سارعت الخطى
والزمن غيّر الزمن
وان تلك الطفلة التي لوّحت لك بالمنديل يوماً
ذرفت الدموع وأقسمت إنها ستنتظر
تلك الطفلة شارفت على النسيان
نسيان صورتك..
صوتك
وحتى ابتسامتك
وأخبره إن لم يعد مع الربيع
فليبقى حيث هو
وليحررها من العهود
يفتح عليها سجنها
ويتركها لشتاء تحيا مع برده
صقيع وحدته
وتتآلف مع صفير رياحه
وتكمل حياتها وحدها..
إبتسام حمّود _ لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .