بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 28 أبريل 2022

لاتَخَف بقلم الشاعر حسام الدين صبرى/ديوان/حب وراه الثرى

 لاتَخَف

-----------------------------

لاَ تَخَفْ مِنَ الأيَام مَهمَا الأيَامُ بِنَا فَعَلَت

وإنْ نَالت مِنْ بَرِيقِ الأحلاَم سَيبقى الحُبُّ

                  كَنَارٍ اشتَعلَت

لا تَخَفْ فَجِراحُنا بِالحُبِّ خَالِدَةٌ وجِراحُ الأيامِ

            وجِرَاحُ الأيَامِ قَدْ مَرَّت

يَاعَزِيزَ القَلبِ أنتَ أنتَ لِلقَلبِ قُوَّتُه وأنتَ

             الأزهَارُ التِي نُثرت

لاَ تَخَفْ مَادُمتُ أنَا حَيًّا إيَآكَ أنْ أرىَ عَينَيكَ

             بِالأحزَانِ قَد ثَقُلت

لا أُرِيدُكَ مُنطَفِئًا أبدًا وأنتَ كَالقَمرِ والشَمسِ

           أنوَارُكَ في الدنيا سَبِحت

أتَخَافُ أتَخَافُ وأنتَ فِي شُرياني الحَياةُ

أتَخَافُ وأنتَ نَارٌ فِي جَوارِحِي ثَورَةُ

           ثَورَةُ قَدْ اشتعلَت؟

أتَخَافُ وأنتَ ربِيعٌ بَعدَ عُمر مِنَ الخَرِيفِ فِيهِ

            أورَاقِي قَد ذَبُلت

يَاعَزِيزالروحُ صَبرًا لاَتَخَفْ مَهمَا الرِيح؟

                  بِنَا عَصفَت

فَلَنْ يَجِفَّ المَطرُ أبدًا ولا الأشوَاقُ عَنِّيَ ارتَحَلت

            كُنْ قَوِياً لاَ تَخفْ

سُفُنُ الفِراقِ قَدْ امتلأت وعَبَرتْ وسُفُنُ حُبِّنا

قَدْ ضَلت طَرِيقَ الرحِيل وفِي أنهَارِنا غَرِقت

نَحنُ مَرضَى بِالهَوىَ مَاسَكَنتْ جِراحُنا ولاَ شُفِيت

              سَنبقَى عِلَةٌ عِلَةٌ

لاَ يُداوِيهَا أحَدٌ ولا الأيامُ  بِهَا زَفَرتْ

لِمَ تَخَافُ وتَحزَنُ وأنتَ الفَرحَةُ التي فِي

             أجزَائي قَد زُرِعت

دَعَكَ مِنَ الخَوفِ وتَعَالى تَعَالى اشرب مِن 

          كُؤوسِ عِشقٍ قَد امتَلأت

أسَمِعتَ يوما أسَمِعتَ يومًا أنَّ كَأسًا فِي يَدِ

           السَاقي قَدْ فَرِغت

القَلبُ نَهرُ حُبٍّ لَكَ والصَدرُ مَنَازِلُ لَكَ وَسِعت

والعَين تَراكَ جَمِيلُهَا الخَالِدَ وحَنَايا القَلبِ

           وحَنَايا القَلبِ بِكَ هَتفتْ

لِمَ تَخَافُ وتَحزَنُ الأحزانُ قَدْ سَرقتْ وأضاعت

مِنْ أيدينا كُلَّ شَىءٍ حِينَ عَاشتْ واستَمَدتْ

لاَ تَخَافُ بِاللهِ عَلَيكَ ولاَ تَترُك مُدُني 

            مُدُني التي احتُلت

مَاذَا أقُولُ لِهَذا الفَيضِ مِنَ الحَنينِ فِى دَمِي

ومَاذا أقُولُ لِعَيني إن يومًا سَألَتْ؟

ومَاذا أقُولُ لِدَفَاتِرِي إذا الأشعَارُ مِنهَا هَرِبَت؟

ومَاذا أقُولُ لِأضلُعِي إنْ كَفَرتْ فِيها الأماني

              بعدَكَ وانتَحرتْ؟

ومَاذا أقُولُ لِنَبضَةٍ تَجرِي فِي صَدري وفِي صَدرك

                أنتَ استقرت؟

ومَاذا أقُولُ لِشَواطِئ دَمِي وهِي مَوسِمكَ

صَيفًا وشِتَاءً ولِقَدَمِكَ أنتَ قَدْ افتُرِشتْ؟

ومَاذا أقُولُ للأزهَارِ إنْ غَابَ مَطرُكَ وجَفَّتْ؟

ومَاذا أقُولُ لِخُطوتي إنْ تَاهت مِنِّي أو ضَلَّت؟

وكَيفَ أواجِهُ الأشجارَ وحَدائقَ وحَدائقَ

            عَلَى يَديكَ قَدْ نبتت

وكَيفَ تُشرِقُ الشمس إنْ شَمسُكَ يَوما غَربت

وكَيفَ أواجِهُ الليلِ وكُلُ همسَاتِ الليلِ لِعَينَيك

              لِعَينَيكَ أنتَ خضعَت

لاَ تَرحَل فَكُلُ شَىء سَيَمُوت إنْ رحلت

وكُلَ طيورِ الأرضِ لَنْ تَعُودُ إذ هَجرَتْ

وكُلُ مَواسِمُ الفَاكِهةُ لَنْ تَعُودُ

وكُلُ أغَانى العَصَافيرُ سَتنتَهِى وكَأنَهَا قُتِلت

وكُلُ ماتَبقَى سَيكُونُ حُطَامًا فَكُلُّ المعَاني بعدكَ

           ستبدو كَأنها دُفِنَت

ابقَ مَعِي فَكُلُّ عَواصِم الحُبِّ عَواصِمي

وكُلُّ مَزَارِعِ الزَيتُونِ مَزَارِعي وأنا القصيدةُ

         أنَا القَصِيدَة التي بَقِيتْ

ولاَ تَخَفْ مِنَ الأيامِ مَهما الأيامُ بِنَا فَعَلَتْ

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

حسام الدين صبرى/ديوان/حب وراه الثرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

يا نازحة بقلم الراقي منصور العيش

 يا نازحة من مواطن الحسان جل من حباك رقة الأفنان كم بحورا جبت و كم أنهارا عصيبة الأركان حتى أتى بك موج هادئ لطيف العنان برزت كما يرجى من خال...