شقاء
في ليلةٍ وتلبّدت بسوادِ
غارت نجومٌ وانجلت بسهادي
مدّت حبائلها وطال وشاحها
فقضيتها كمخاصمٍ لرُقادي
نفر الصّفاء وحلّ كلُّ مكدّرٍ
فكأنّ ناري أُضرمت بقتادِ
فتخلّل الحزن الكئيب مشاعري
والبوم غرّدني بغير نفاد
وألوم نفسي ذائقا مرّ الهوى
خان الحبيبُ ورغم كلّ ودادي
غدَرتْ ولم تأسفْ لحال حبيبها
مازال يُكوى بالحنين فؤادي
يا ويل قلبي أين أخفي حبّها
وهي الحياة ومهجتي وسعادي
فرشفتُ خمرا من دنان كرومها
وذهاب عقلي كان فيه مرادي
فثملتُ وجدا في رحاب ذراعها
يابؤس نفسي في رجوع رشادي
خاطبتُ نفسي في ذهولٍ مضحكٍ
إنّ الوعود وصدقها كغوادي
أبقيتُ أشواكي تحزّ بخاطري
وهي الدّليل على دوام حدادي
فعرفتُ صبر الورد من أشواكه
بالحزن يعطي عطره كجواد
وعلمتُ قهر الليل من كرباته
حتّى تكلّل وجهه بسواد
فلم الحياة بغير نور نهارها
وأرى رذاذ الموت صار مدادي
بقلمي ابراهيم أحمد عمران
٢٠٢٠/٦/٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .