من منكم مات له وطن
فأعزيه ويعزيني..
ومن ياترى لم يجد سكن
وتسآل: من سيأويني
ومن منكم يأتي بلحن
يرحمه الله فيُبكيني
فأنا أطرب لكل شجن
ورداء الحزن يغطيني
وأنا أبحث منذ زمن
عن ألم يطعنني فينسيني
فقد ازكمت أنفي رائحة العفن
وهطلت أمطار من عيني
وتشققت شفاهي من هوا المحن
والقلب لظاه يكويني
وطنين يملأ الاذن
يقربني للموت ويدنيني
فقد فقدت الوطن
وهو الذي كان يعنيني
حيث نشآت أحس الامن
ولي فيه سرب يأويني
وإذا جاء الربيع, تسآلت لمن؟
فإذا الأزهار بالبسمة تُحييني
وإذا الطير بالجو سابحة
وإذا الروابي الخضر تناديني
وإذا نسمات تهدهدني
وأخرى تهب لترضيني
والشمس تشرق ضاحكة
أملا ترسم لي وتهديني
وإذا جاء الليل يا وطن
وأطل القمر يناجيني
ونجومك تبدو زاهية
كالعقد تتلألأ في عيني
أين أنت اليوم ياوطن
قد كان ملاذي وحنيني
قد غاب اليوم فلا أجده
طيف قد كان يسليني
وهاهو الحزن يكايدني
وها أنا ذا كالمسكينِ
ابحث كالمجنون عن وطن
والموج يرفعني ويرميني
فلا أجد أثرا فأتبعه
ولا خطوي صار يجدني
عواصف قد هبت ياوطني
ورمال ثارت في عيني
فتبعت الظن بلا امل
وظننت أنه سيهديني
أبحث عن وطن أو أثره
وهجير كالجمر يكويني
أرقب في وجوه كالحة
وبشاعات تتراقص لعيني
وأهوال وأقنعة حولي
ولا أسمع سوى وجع أنيني
أضاعوك ياوطن الحب
وكذلك هم أضاعوني
وتركوني في صحراء قاحلة
والأمل سراب سيرويني
دنيا من الموت تلاحقني
وكوابيس في الليل تأتيني
والوطن الذي أبحث عنه
قد صاركما ماضي سنيني
لوعادت سيعود وهذا محال
فالماضي قد صار دفينِ
سابكيك ياوطن الحب
وذكراك وسط شراييني
وساعيش وأموت وأملي
أن يظهر خيالك لعيني
ولن أسكن أبدا ياوطن
مادام جمرك يكويني
فغيابك قد هز كياني
وأظلم النور في عيني
وأيامي قد صِرن ليالي
والفرح بعدك يُبكيني
الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .