أَرْثي لقوْمي ..
شمس العروبة غارت .. خلّفَتْ سدُفَا
وموكِبُ المجد شدّ الرّحلَ وانصرفَا
قومي ويا أسفي .. تكبو بهُمْ همَمٌ
مجدُ الجدود أراه اليوم قد تلفا
ولَم تكونوا كأجداد لكمْ سَلَفوا
سادوا على الكون حازوا المجد والشّرفَا
سَموا إلى ذُرْوَة الأمجَاد في ألَق
والكلّ دَانَ لهُم .. بالفضل واعترفَا
يا ليتَ قومي صراخ الشّام يوقظهم
شعب تأذّى وبالزلزال قد نَزَفَا
هلاَ أفقتُم .. رُبُوعُ القُدْسِ داميَة
صهيونُ يطغى وما أسطيعُ أنْ أصِفَا
آفاقهم غيمة سوداء ما انقشّعَتْ
وكم رضيع كؤوسّ الموتِ قَدْ رشَفا
وفي العراقِ صراعات تفتّتُهُم
وما بناه أسودُ الأمسِ قَدْ نسِفَا
شعْبُ العِراق تذيبُ القلبَ صَرْخَتُه
مَكْلُومَةٌ .. ويعيش الحيفَ والشّظَفّا
أعداؤنا ظلموا .. بالقسْوة اتّصفوا
والكلّ يَطعنُنَا .. صرنا لهم هدفَا
ماذا أقول .. رياح الغدْرِ تنثُرنا
صرنا شتاتًا .. عرفنَا الذلّ والقَرَفَا
غَابَ الضّيا واكفهرّتْ حولنا ظُلُمٌ
والكلّ يشقى ومن قَهْرٍ قد ارتَجَفا
حَتَّى رموزُ حضارات لنا .. نُهبَتْ
وما لدينا ثمين كلّه انْتُتِفَا
وبي من القهرِ ما لو أنَّ أهونه
يغشى الجبال لأمست في المدى نُتَفَا
تشقى نفوس وكم في القلب من وجَع
بعضُ الضّمائر مات اليوم يا أسفَا
يا بُؤْسَ أُمّتنا .. ثَكلى عُروبَتُنَا
وَهَلْ يرمِّمُ كُلّ العزْمِ مَا تَلَفَا؟
لولا الخيال وذاك السرّ في قدري
لما تولّى سحاب الغمّ وانكشَفا
أرثِي لقومي ودمعي وابل هَتن
أوتارُ قلبي عليها الحزنُ قَدْ عزَفَا
رفا الأشعل