أصفار.....
يغري فؤادي البحرُ والإبحارُ
والريحُ والأمواجُ والأسفارُ
والخوضُ في خظرِ المياهِ ورعبِها
والجهلُ مهما تجهلُ الأخطار
ومعي منَ الأشخاصِ حيٌّ ميّتٌ
فإذا جمعنا فكلّها أصفارُ
نعلو المياهَ كفارسينِ تأهّبا
للحربِ إن جاءتهُما ذي قارُ
نطفو على بحرٍ تفاقمَ موجُهُ
في قاربٍ لهُ بالقرارِ قرارُ
جملٌ مُثيرٌ لا نملَّ ركوبهُ
مُتوثّبٌ مُتمكّنٌ جبّارُ
نالَ العِنايةَ من خبيرٍ صانعٍ
فغدا كأنهُ كوكبٌ سيّارُ
يعلو ويهبطُ مثل ركبٍ سائرٍ
يسمو وقد تهوى بهِ الأغوارُ
فإذا هوى تنأى السماءُ ونجمُها
وإذا علا تدنو لنا الأقمارُ
تأتينا من سُحبِ الرياحِ قوافلٌ
والغيمُ يأتي وتزفرُ الأمطارُ
الرعدُ يعصرُ كلَّ غيمٍ قادمٍ
والبرقُ مُندرجٌ بهِ الإعصارُ
فتكون فوضى بالسماءِ ومثلها
فوقَ المياه ويكبرُ الإنذارُ
والموجُ يضربُ بعضهُ بحماقةٍ
ولفيفُ ماءٍ صاعدٍ دوَّارُ
حتى يظنُ الحيُ أنهُ ميّتٌ
وتغودُ تُسعِفُ حالهُ الأقدارُ
يكفي هدوءاً قد كرهتُ تنفّسي
وكرهتُ قبري وناله استنكارُ
شكلُ المقابرِ يستفزُ مشاعري
الموتُ فيها مُظلمٌ قهّارُ
الموتُ فيها كائنٌ مُتبجّحٌ
فيهُ السكونَُُ الصامتُ الثرثارُ
صالح ابو عاصي