الكونُ يبْسَمُ ..
في الجوّ تسري غبطةٌ وحُبُورُ
وَالكَوْنُ يبسمُ بالضّيا مَغْمُورُ
واستيقظتْ من غفوةٍ أحلامنا
قَدْ دبّ حتّى في الصّخور شعورُ
هذا الرّبيعُ يمرّ يَنْثُرُ سحْرَهُ
وسحابُ هَمٍّ يَخْتَفِي .. مَقْهُورُ
شَمْسٌ تَصُبّ على الغديرِ شُعاعهَا
درٌّ على وجهِ الميَاهِ يَمُورُ
والبَيْلَسانُ تفتّحَتْ أكْمَامُهُ
والطّلُ فَوْقَ خُدُودهِ منثُورُ
مخضرّةُ الأوراقِ أشجار عَلَتْ
وتَدافَعَتْ بينَ الغُصونِ طُيُورُ
وَتَعطّرَتْ بِأرِيجِ أزْهَارِ الرُّبَا
أنسامُ صُبْحٍ في التّلالِ تَدُورُ
هاروت ينفُثُ سحرهُ من حولناها
ولنَا تُمدُّ إلى النّجومِ جُسُورُ
ونَوافِذُ الأحْلامِ يَفْتَحُهَا الهَوَى
ليَغيب هذا العالمُ المنظُورُ
فنرى عوالم بالضّياء توشّحَتْ
وإذَا الدّنَا فيهَا الجمالُ كثيرُ
وتقدّستْ بالحبّ كلّ مشاعري
فانْزاحت الأحزانُ والدّيْجورُ
وَ تَنَاسَلَتْ زُهْرُ النّجومِ بِخَاطري
فإذاً كياني بالضّيا مغْمُورُ
الحبُّ نور كم أضاءَ قُلُوبَنَا
وشَمَائلُ رقّتْ ودَقَّ شُعُورُ
جَلَّتْ مَشَاعرُ لا الخيالُ بقادرٍ
تصويرها .. أوْ أنْ تحيطَ سطورُ
رفا الأشعل(باريس 17/01/24 )
على الكامل