إلهام معقود بزمام
كتبوا بقصيدي قبل اسمي"الشاعر"
لقب يستهويني لكن أتراني له مناظر؟
طبعوا شهادة عليها الأختام والدوائر
وأسموها "دكتوراه" ونعتوها بالمفاخر
كتبوا بها "أديب وكاتب"والشكل فاخر
وأنا خجلان من الكل وكأني بحلم عابر
اعلموا أن حرفي من الأعماق صادر ؟!
وأن القصيدة تكتب نفسها ودون أوامر
مشكورين هم عن ذلك الإطراء الباهر
وإحساسي يحثني أن العاقبة بالأواخر
يحدثني ويكلمني قائلا والصوت هادر:
تذكر حقيقة نفسك ولا تتعامل كمكابر
أنت أحمد والحمد لله العليم القادر
على أن الله ألهمك الكتابة بقلب ثائر
أنت دمع ثكلى تحكي وجعها العاصر
وحولها أطفال جياع بليل يوم ماطر
أنت صرخة أم فلسطنية لسانها ذاكر
ودعت ابنها وهي تدعو بقلبها الشاكر
أن يحميه الله العلي وهو عنها يغادر
ويرزقه الاستشهاد والفوز باليوم الآخر
أنت صوت جريح أصابه رصاص غادر
أنت أنات منكوب تحت الركام المتناثر
أنت بسمة يمني ذاك القنوع الساخر
ملأ فاه بالقات وأنشد بعوده الساحر
معبرا بأبياته عن تاريخه التليد الغابر
ومقدما صور القناعة والخنوع للفاطر
أنت زفرة مشتاق لنبيه الحبيب الطاهر
وزيارة قبره ودعوة بالقبول من الغافر
أنت أمنية سوري وعراقي وقلبهما حائر
ليروا إخوانهم وقد ابتعدوا عن التناحر
أنت همسة أخ وصديق وحبيب مهاجر
وعد مودعيه حفاظا للعهد وجبرا للخاطر
أنت ابن بلدالمليون شهيد وبها تفاخر
أنت معلم الناشئة التواضع ببلد الجزائر
هذا صوت الضمير وهو اليوم حاضر
يذكرني وأرحب به وأكرمه كضيف وزائر
كلمة "أنا" أول من قالها الشيطان الماكر
متباهيا بخلقته ورافضا لأمر الله القاهر
أتعوذ منها ومن عين الحاسد وله أتظاهر
بالمعوذتين حفاظا للنفس وهما خير ساتر
سلامي لمن قرأ أبياتي وأنا ممتن وشاكر
يدعو لوالديا بالرحمة وكل ساكني المقابر
بقلمي
الأستاذ : أحمد محمد حشالفية