بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 6 أكتوبر 2023

في رثاء طه حسين - (محمد رشاد محمود)

 في رثاء طه حسين - (محمد رشاد محمود)

 كانت الأمة تسطر صفحة مجدٍها في العصرالحديث ، حينما فجعها الدهر بنبأ وفاة  أديب العربية الفذ الدكتور طه حسين في 28 من أكتوبرعام 1973وكنت حينها في التاسعة عشرة في مبتدأ سنوات   الدراسة الجامعية ، وكنت أجهزت على نتاج الرجل  قراءةً ، وعرفت  له  فضله ، بحيث هزني افتقاده ، فاستنطق من هاجسي  قصيدةً طويلة ، منها هذه الأبيات :

ولـــقد مضَى مَن يَسـتظِلُّ بِسَـمتِهِ

نَضوٌ وتَرقُبُ وَمـضَهُ الطَّخيــــاءُ

ينبــوعُ نُـورٍ لِــلأفاضِلِ مَنهَــــــلٌ

ومَـــذاقُـــهُ لِــلآحِـنيـــنَ ذَمَـــــاءُ

جَمعَ النَّقيضَينِ الحيَاةَ إلى الرَّدَى

لِلــفِرقَتَينِ هَـناؤهـَـــــا وشَـــــقَاءُ

أســـــفارُهُ طِــرمٌ مُصَفًّى لِـلنُّهَــى

وحَديثُــهُ لِلــــوَاجِديــنَ شِــــفاءُ 

أيَّامُــهُ اللَّائِي شَبَبْنَ علَى الشَّجَى

باهَـنتْ بِهِنَّ على الشَّجَى الضَّرَّاءُ

يَمسَحنَ أوضارَالنفوسِ سَـواكِـبًا

مِـنْ حُسنِهِــــنَّ وإنَّهُــــــنَّ بُكـــاءُ

يَهَـــــبُ الضِّياءَ وعَـنيـنُهُ عَميــاءُ

واللَّيــــلُ أعمَـى والنُّجـومُ ضِياءُ

يَقِظَ القَريحَةِ مِقوَلًا في حِـندِسٍ

تَعمَى لَـــــهُ أفواهُهَــــــا الـبُلَغاءُ

لَمْ تَنأَ في بَطنِ الـرَّغامِ عن الدُّنا

الرَّاكـنضونَ علَى الثَّـرَى البُعَداءُ

هَــــــوْءٌ وإقــدامٌ ورِقَّـةُ جَـانِـبٍ

خُلِــقَتْ لَـدَيكَ فحـارَتِ الأهـكاءُ

أَتُرَاكَ آنَســـتَ الـعَـلاءَ فَغُودِرَتْ

دُنيَاكَ يَصحَبُ رُوحَكَ الشُّهَـداءُ 

كَرُّوا كَتثبَاقِ القَمُوصِ تَضَوَّرَتْ

مِنهُ الحَصَاةُ وهَـاجَتِ الأحشاءُ

وكَـــأَنَّمــا غازُ السُّـحُورِالمُقتَنَى

وكَـــأَنَّمــا داءُ الــرَّدَى الأعـداءُ

عَبَروا فأَرهَجَتِ السَّمَاءُ جَهـَامَةً

واستَبسَـــلوا فاهْـتَزَّتِ الأرجاءُ

فَنَمَـتْ دُجُنَّاتٌ تَرَقْرَقُ بِاللَّــظَى

شَـرِبَتْ حُمَيَّاهَــــا دَمًا ســـيناءُ

عَشـرٌ مِنَ الشَّهـرِالكَريمِ تَنَهَّدَتْ

مِثلَ الأَكِمَّــــةِ بَينَهــــا الأَفعَـاءُ

أضمَرنَ مُعجِزَةً  فَفَسَّـأَ خِدرَهَا

ثُبُتٌ علَـى دَركِ الــرَّدَى بُسَـلاءُ

تلك الحياةُ أمَا تَمنُّ على الفَتَى

إلَّا وقـد شـــابَ اللُّهَـــى أَجبَـاءُ 

إنَّا بَنـو المَـوتَى ولَـكِــــنَّ الثَّرَى

حَجَبَ الرُّفاتَ فَأكهَـمَ البُصَراءُ 

سُبُلُ الأنامِ إلى الرَّغامِ وكُلُّ ما 

فَوقَ البَســيطَةِ كاللَّــفاءِ لَـــفاءُ

دارٌ يَعيثُ الشَّـــرُّ في جَنَبَاتِهـَــا 

قُطَّانُهَـــــا في  خَيرِهَا خُصَمـاءُ

قَد جِئتُهَـا والقَلبُ أشهَـبُ لامِعٌ

ووَلَجـنتُهـــا ولَهَـــــا بِهـا إِغـفاءُ

(محمد رشاد محمود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الحنين الى الوطن بقلم الراقي عبد الرحمن القاسم الصطوف

 /(( الحنين الى الوطن))/ كم عيل صبري والمنى أهواء وتغيرت في بُعدك الأشياء يجري هواك بمهجتي وجوارحي في لوحة الأقدار كنت قضاء  أسقي من الشريان...