سَفَرُ ولا عودة
بالأمسِ كان جَليسَنا و رَفِيقَنا
والآنَ صار عَلَى الجنازةِ يُحمَلُ
كُان الفَقيدُ يفيضُ فينا هِمَّةً
و الآنَ لا حَوْلاً له و يُغَسَّلُ
بالأمسِ كان يَحوزُ فينا مَنصِباً
و الأنَ في قَبرٍ لهُ يَتَحَمَّلُ
و إذا تَكَلَّمَ كان يَجْأرُ عالِياً
الصوتُ عالٍ والمجالسُ تَحفَلُ
إنِّي أراهُ اليومَ يبدو صامِتاً
والكلُّ في حَمْلِ الجنازةِ يَعجلُ
بالأمسِ كان مُكابراً مُتَفاخِراً
كَفَنٍ زهيدّ في المدافنِ يُدْخَلُ
أبْدَى لِكُلِّ الحاضرينَ تَواضُعاً
لا رَوْحَ فيهِ ولا غُروراً يُشْمَلُ
كان الأقاربُ في جُموعٍ حولهُ
والآنَ قد فَقَدَ الأنيسَ و يُسألُ
كلُّ الخليقةِ سوف ترحلُ إنَّهُ
سفرٌ بعيدٌ و الحُمولُ تُكَيَّلُ
لا زادَ فيهِ من الطعامِ و إنَّما
قلبٌ نَقِيٌّ بالصَّلاحِ يُجَمَّلُ
خالد إسماعيل عطاالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .