في ذكرى اربعينية سيد الشهداء الحسين عليه السلام
( قد قيل فيك )
قد قيلَ فيكَ وما في القولِ مُتّسَعُ
هَولٌ من الحرفِ ما يَسمو وما يَقعُ
هول من الحرف لا سفرٌ فيجمعهُ
ففي الصحائفِ أدنى دونك الوجعُ
قد قيلَ فيكَ وتبقى كلُّها لغةً
وللغاتِ وعاءٌ فارغٌ هَزِعُ
وللغاتِ ذهولٌ في ترقُّبِها
فكيف بالحرفِ لو يدنو فيستمعُ
وفي المدادِ ترى غيضاً لما حَمَلَت
ذكراكَ من ألمٍ هيهات ينقشعُ
حملتَ روحكَ كالديجورِ في ظُلَمٍ
ورحتَ تسألُ أنْ مُرّوا ولا تقعوا
ماذا سأذكرُ لو عُدّت مناقبها
وأنتَ أنتَ لها أفقٌ وما يَسعُ
ماذا سأكتبُ والدنيا بناظرِها
ترنو إليَّ كأنّي يوميَ الفزَعُ
فتستجيرُ حروفي بالذي نطقَتْ
به القرون لِيبلى دَهرُها الخَرِعُ
يا خيرَ سبطٍ لخيرِ الناسِ كلّهمُ
ووارثَ النورِ دونَ الشمسِ تُتّبَعُ
يا ابنَ الكرامِ إذا ما جئتُ ممتدحاً
فألفُ ألفُ يراعٍ حفَّهُ الهَلعُ
وألفُ ألفُ كتابٍ والمتونُ بها
مسٌّ من العشقِ كم تهواكَ لو جَمَعوا
وكم تَهيَّب هذا القلبُ حينَ دنَتْ
أنسامُ ذكرِكَ يا من ذكرُهُ وَرَعُ
ماذا سأكتبُ يا سفراً نلوذُ به
على المحجّةِ للعلياءِ نَرتَفعُ
فقد حمَلتَ همومَ الخلقِ أجمعِهِم
وراودَتْكَ طقوسٌ ما بها طَمعُ
فرُحتَ تحملُ روحاً في جوانحِها
نبعُ الفداءِ لنا من فيضِهِ جُرَعُ
مددتَ كفَّكَ أيُّ الكفِّ تقصدُها
وكفُّكَ النورُ علّ الظُلمَ ينقشِعُ
فأسدِلَت حجُبُ البغضاءِ حاقدةً
ولات يَحجُبُ شمسَ الحقِّ مُنتفِعُ
مضيت تعدلُ ميزان الدنى ورعاً
وفي خطاكَ معاني العدلِ تتسعُ
وما تزالُ برحمِ الفجرِ أغنيةً
تسمو بها الروحُ ما غنُّوا وما سمعُوا
أوجزتُ بالشعرِ عذراً إنها لغةٌ
والشعرُ يعجزُ أن يرقى لمن رُفعوا
--------------
جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .