**لا قلبَ لي
بعضُ الذي سأقولُ كنت كتبتُهُ
بالماءِ
فوق الرمل والأشواكِ
كم أهفو إلى زمنِ الطفولةِ
حين كانت في المُروج غدائري
لا تعرف الليلَ الطويلْ
الذكرياتُ تُثيرُ في قلبي العواصفَ
حينما تأتي مع الأنسامِ
تجْرَحُني العباراتُ التي
تشدو بها مواويلي
أنا من دون قَريتيَ الصغيرةِ
كالخيولِ بلا صهيلْ
***
أرَقٌ كبيرٌ لا انتهاءَ لهُ
لأني كالقصيدة لا أنامْ
كيف الهروبُ من المساءِِ
فإنه يأتي يحاصرني طويلاّ
بالسؤالِ
ولا جوابَ سوى الحرائقِ في براكينِ الظلامْ
أرَقٌ يُضيءُ كشمعةٍ
في الليل يكتبُني
ويكتُبُ حسْرتي القُصوى
على ما فات مِن قلبي المحطَّمِ
في صخورِ الذكرياتِ
وفي مناقيرِ الحَمامْ
***
ما كنتُ أعتنقُ الرمادَ
ولا حاربتُ خُصلةَ مَوجةِ
أو قلتُ للشمسِ استديري
ما الذي يجري إذنْ
لأكونَ في الوادي بلا قلبٍ
تَناثرَ في الخواءِ
كفارسٍ مستسْلِمِ فقَدَ السِّلاحْ
لا قلبَ لي
ذاك الذي قد كان يُنعشُني
إذا اقترب الغروبُ
فما الذي يجري
لِيمضي بين أجنحةٓ الرياحْ
***
سفرٌ طويلٌ بين أدغالِ المشاعرِ
لا مياهَ ولا عُيونْ
يبني السحابُ متاهةً كبرى
ويبتكرُ الضبابَ
ولا يُفسرُ قصةَ الأيام ِ
لا يسقي قلوبَ العاشقينَ
وللحقيبةِ غُربةٌ
لا تنتهي بينَ المدائنِ
للرحيلِ أظافرِ نشبتْ على هذا الوجودِ
فواهِ مِن هذا الغريبِ
يُثيرُ وجْدي والهِيامُ له شجونْ
***
لا قلبَ لي
والقلبُ أوّلُ مَنْ يخونُ
إذا الفراقُ تراكضتْ أفراسُهُ
العشقُ يوماً لم يكنْ سهلاً
ليُصبِحَ لَحْنَ مَنْ تاهوا
وما وَجَدوا الحقيقةَ
بُعثِرتْ كلُّ اللغاتِ على دروجِ الكاذبينَ
وما استطاعوا وصْفَ هذا المستحيلْ
كيفَ الوصولُ إلى القصيدة يا تُرى
والنبضُ أعمى
والطريقُ مُلغّمٌ بالحُزنِ
يُؤلمني التفكُّرُ
يا لَهذا الليلِ مِنْ درْبٍ طويلْ
***
إني إلى الشَّفَقِ الكئيبِ لَأنْتمي
شَفَقِ الغُروبْ
سيرورةُ الإنسانِ منذُ نشوئهِ
قد صاغَها الشفَقُ الذي يسقي بحُمرتِهِ
كؤوسَ العاشِقينَ
هيَ البدايةُ والنهايةُ
والصعودُ إلى مقاماتِ الحقيقةِ
قبْلما يأتي المساءُ
أقُصُّ للأسوارِ مُرَّ حكايتي
قبلَ الغروبِ
هديلَ روحي
سوفَ يصنعُ لي المحبةَ في القلوبْ
.......
إيمان مصاروة
الناصرة@ لا قلب لي