الثأر
بقلمي د. حسين موسى
أَطْلِقْ رَصَاصك وَخُذْ بِوَصِيَّة كُلَيْب
عِنْدَمَا كَتَب بِدَمِه لِأَخِيه الْمُهَلْهَل
وَتَلَثَّم لِأَنَّ رَائِحَةَ الدَّم نَجِسٌ كَرِه
رُوحِي مَا عَادَتْ تُطِيق ذُلًّا مُؤَجَّل
وَاعْلَمْ أَنَّ فِيك قُوَّةٌ فَلَا تَدَعْ مِنْهَا
مَفْحَص قُطَّاةٍ وَمَعَاقِل الْعِدَى زَلْزِل
قَدْ طَالَ الرَّجَاءُ وَأَنْتُمْ فِيكُمْ الْإِخَاء
وَمَنْ أَرَادَ سَمَعاً فله وَفِعْلُك لَا تُعَلِّل
فِي الْمَيْدَانِ مَا كُلُّ أَمْرٍ يُنَاط بِشَرْحٍ
بَلْ يُؤْخَذُ بِهِ كَمَا جَاءَ وَالْعَاقِل يَعْقِل
وَالْخَطْبُ إنْ طَغَى فَلَا دَوَاءَ لَهُ غَيْرُ
الْمَنَايَا وَصُوارِيخ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ تُرْسَل
هَذِي فِلَسْطِين لِلْأَدْيَان قَبْلَةٌ وَالْقِبْلَةُ
فِي الْوَغَى كُلّ السُّيُوف لَهَا تُسَلّ
زَلْزَل فَمَا عُدْنَا مَطَايَا لِبَاطِلٍ وَالْحَقّ
يَعْلُو أزِيزُه وَالْفَارِسُ لَا يَتَرَجَّل
أَصْحَاب الْجَلَالَة وَالسُّمُوّ وَالْقِيَافَة
والنِّيافةِ طَالَ انْتِظَارُ صُبْحكُمْ الْمُبَجَّل
لَكِنْ مَا كَانَ لَيْلُنَا عَاثِراً فَقَدْ الَّتِقُطْنا
بَنَادِق من تَحْتِ رُؤُوسِنَا وَالْعَتَمَة تُبْطِل
زغْرِد أَيُّهَا الرَّشَاش لِتَفرح بِالزَّغَارِيد
ثَكلَى وَيَتَمرّد طِفْلٌ يتيمٌ لِثَأرِهِ يَتَمَلْمَل
أَطْفِئُوا بِالصَّلِيات قُلُوبًا تَصحَّرت بِلَظى
النَّكَبَات وَمَنْ بَوْح الْبَنَادِق الْيَوْم ننْهَل
طَوِّقوا بِالنَّارِ خَارِطَة وَطَنِي فَقدْ آنَ أَوَان
الزَّحْفِ سُيُوفَنَا مَعَكُمْ بِالْعَدُوّ تَوَغِل
يَا ثَأْراً مَشْرُوعًا طَالَ انْتِظَارُهُ فَقَدْ يَسَّرَ
اللَّهُ أَمْرَهُ وَغَدًا سَيْفًا كَالْمَطَر يَهْطُل
قَدْ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ نَصْرًا قَرِيبًا لِرَسُولِه
وَمَنْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزَلْزَل
فَمَنْ عَصَى مُوسَى لَنْ تَنْفَعهُ فِي السَّحَر
عَصَاه فَرُبّ مُوسَى يُمْهِلُ وَلَا يُهْمَل
فَفِي غَزَّة قَدْ بَلَغَ الْفِطَامُ لَنَا صَبِيٌّ يَحْمِلُ
الرَّايَةَ عَمَّنْ ظَنَّ الْعَدُوَّ أَنَّهُ قَدْ قُتِل
.
د حسين موسى
كاتب وشاعر وصحفي فلسطيني