وَ فِي…
اليوم التالي
لِلنكبةِ الثانية وَ الخيانةِ الأخيرة
مِنْ
صِفْرِ المسافةِ
تَتَفَسْفَرُ وَ تتشكل
أيها الفلسطيني المُحَاصَرُ
المُكَبَّل
مِنْ
صِفْرِ المستحيلِ
تَتَقَنْبَلُ، تُشِعُّ ، وَ تُطِلُّ
أيها المَوْتُ
المُؤَجَّل
هَلْ
اسِتَشْهَدْتَ ، أمْ أنك فقط
نائِمٌ عن جد
لَا يمكنني
أن أجزم عن بُعْد ،
عن بُعْدٍ بعيدٍ جدًا
فأنتَ هُنَالِكَ…
هُنَالِكَ جِدًّا
فِي بؤبؤِ التاريخ
تُقْصَفُ وَ تَقصِفُ
وَ تُسَايِف
أمَّا أنا…
فَهَا هنا قاعدٌ
قاعد ٌجدًا، مُنْتَظِرٌ جِدًا
فِي مراتع الفيسبوك وَ التيكتوك
أُشَارِكُكَ محتوى ، وَ أُنَاصِرُكَ منتدى
أُبْرِئُ ذِلَّتِي
بِجِهَادٍ، مهما عَظُمَ
لكنه زائلٌ، آيِلٌ
زائف
***
مِنْ
صِفْرِ المكانِ
تظهرُ ، تتمظهرِ ، و تتشكلُ
أيُّهَا الفلسطيني السائل
وَ فِي
صِفْرِ الزمانِ
تطيرُ ، تتطايرُ ، وَ تتجولُ
أيها الصقر المبجل
بالأمسِ فقط…
حِينَ مَنَعَ كهنةُ الظلامِ العابرونَ
فِي أزمنةِ الزعتر ، وَ قرونِ الزيتون
الماء و الكهرباء وَ الدواء
عَنْ مستشفى الأندونيسي و المعمداني
وَ مُجَمَّعِ الشفاء
وَ حِينَ
قصف النازيون الجدد
الطبيب ، وَ الجريح ، وَ المسعف ، وَ الشهيد،
وَ كُومةَ أطلالِ الأطفالِ وَ النساء وَ المسنين
بالفوسفور ، و المدرعات و المجنزرات
وَ قصفوا موتك الذي يموت
وَ لَا يموت
بِالقنابِلِ المضيئةِ ، فِي وضح النهار،
لِلعُيُون
إِسْتَحَالَ طَيْفُكَ
الأحمرُ القاني المُعَمَّد
بِصرْخَاتِ وَ حشرجاتِ الخُدَّجِ فِي المُهُود
إِسْتَحَالَ بَلْسَمًا
أشفى مِن مِبْضَعِ النِّيُون
وَ أحلى من شربة ماءٍ من نهرِ اللِيثُون *
وَ أمْطَرَتْ
خُطْبَتُكَ ما-قبل الأخيرة
شُهُبًا مِنَ الياسين
أزهى من أرجوان
عَلَى ظلامِ سلامِ بنيامين
لَا…
وَ لَا هي، لَا سَمَحَ الله
ذَرُّ رمادٍ
فِي العيون
***
فِي…
اليوم التالي
لِلمَقْتَلَةِ الأخيرة
حين هَجَّرَ وَ قَتَّلَ اللاشيءُ كل شيءٍ
وَ بَتَرَ أيادي وَ خُطُوَاتِ الأطفال نحو الضوء
فِي غُرَّةِ القبيلة،
غزة القتيلة
نَهَضَ…
الرُّكَامُ مِنَ الرُّكَامِ
وَ استقوى الدمُ المبعثر المتخثر
بتوأمه الجرح المستدام
عَلَى رفاتِ الحقدِ ، وَ أشلاءِ الميركافا
وَ استوت…
سفينة كَنْعَان
غَدَاةَ الطُّوفَان
على موج الدماء و الشظايا ، وَ الدعاء
وَ بحرِ تِشْرِين وَ الزيتون
إِذْ…
نادى منادٍ
بين الأيادي الطفلةِ ذات الأسماء
و الأيادي الشائخةِ الشاخصةِ صوب السماء
و الأيادي النضرةِ الكاسرةِ التي تغير الأقدار
قبل وصولها مشارف السماء
"و ما النصر
إلا صبرُ ساعةٍ
يا خير جند الله و الأقوام
وَ ما الدنيا
الا مسرح نور و ظلام
وَ مرتع أيام
يومك القصير
أيها القاتل الجبان
قد أمضيته قتلًا و ظلامًا
أمام التاريخ و الأطفال وَ الأشجار
و َ الوِدْيَان
وَ يَوْمِي…
بِالكَادْ أشْرَقَ وَ أوْرَقَ
مِنْ جَُثَّةِ زيْتُونٍ
وَ رُكَام"
هَذَا…
مَا روتهُ
زَرقاَءُ اليمامة
وَ سارت بِهِ قبائِلُ الأيام
***
شعر خالد صابر
آيرلندا، ٦ ديسمبر ٢٠٢٣
***
تنويه:
** نهر الليثون: ليثي (باليونانية: Λήθη) هو أحد الأنهار الخمسة في العالم السفلي أو أنهار هاديس، والذي تتحدث عنه الأساطير الإغريقية والرومانية. وكلمة ليثي كلمة يونانية تعني النسيان. وتحكي الأساطير الرومانية والإغريقية أن الشُّرب من هذا النهر يجعل أرواح الموتى تتقمص أجسادًا جديدة تجعلها تنسى ما حدث لها في حياتها السابقة في العالم السفلي. ومن ثم فإن هذه الأنهار الخمسة تشكل حدودًا فاصلة بين أرض الأحياء وأرض الأموات. استعمل الكثير من الشعراء الغربيين ليثي رمزًا للنسيان أو للنوم الشبيه بالموت