( كَم غاظَهُم أن تَعشَقَ )
لَم يَكفِهِم يُتمُها ... والقَلبُ في صَدرِها قَد مُزٌِقَ
طِفلَةُُ كانَت وقَد فَقَدَت أُمٌَها
من يَومِها ضاعَ الحَنان ... وأظلَمَت شَمسُ النَهار
وأغلِقَت في وَجهِها الأبواب ... ودَربَها أُغلِقَ
إنفَضٌَ من حولِها الأقارِبُ شِيَعاً ... وجَمعُهُم تَفَرٌَقَ
لا يَأبَهونَ لَها ... سُحقاً لِكُلٌِ مَن لِظُلمِهِ عانَقَ
والأبُ كادِحُُ يَجهَدُ في رِزقِهِ ... وعلى اليَتيمَةِ كَم أنفَقَ
فأحرَزَت شَهادَةً تَزهو بِها ... فأشرَقَ وجهُها ألَقا
والوالِدُ يَلهَجُ في شُكرِ مَن رَزَقَ
صَبيٌَةُُ نَجلاءُ ... تَصبو النُفوسُ لَها كُلٌَما خَطَرَت
والغِنى في خُلقِها ... يَزهو بِها في رَوضِها حَبَقا
تَهافَتَ من حَولِها العاشِقون ... تَنافَسوا في مالِهِم وَرَقا
كُلٌُُ يَقولُ أنا الفَتى الغَنِي ... سَأشتَري قَلبَها ولِلخاطِبين أُحيلُهُم مِزَقا
فَهاتَفَتني تَرغَبُ في الحِوار ... تَمايَزَت غَضَبا
إلتَقَيتُ بِها ... والشِفاهُ تَرعَشُ ... والجَبينُ قُطٌِبَ
تَساءَلَت في حِدٌَةٍ ... وهَل تُباعُ الحُرٌَةُ في الدِيار ...بالمالِ إن غَلَبَ؟
عُنوَةً ... وَلَو دَفَعوا وَزنَها ذَهَبا
أم عَلٌَهُ سوقُ النُخاسَةِ في عُرفِهِم تَغَلٌَبَ ؟
ضَحِكتُ من شِدٌَةِ استنِكارِها ... فَزِدتَها عَجَبا
قالَت لَقَد تَهافَتَ الخُطٌَابُ وكُلٌُهُم ( لِفاتورَةٍ ) كَتَبَ
أجَبتها ... إنٌَهُم من مُحدَثي النِعمَةِ التافِهون
وكُلٌُهُم لِحَفنَةٍ من دِرهَمٍ ... في جَيبِهِ جَلَبَ
وفَجأةً سَألتَها ... ولِمَ لَم تُوافِقي على مَن تَريهِ في رأيِكِ الأنسَبَ ؟
نَظَرَت لِوَجهِيَ ... وإستَرسَلَت تُكمِلُ قَد شاقَها أن تَعتَبَ
يا لَهُ تَلميحُها في وجهِها واضِحاً كُتِبَ
قالَت ... قَد عَشِقتُ فارِساً ... فاستَغرَبوا كَيفَ اليَتامى تَعشَقُ ؟!!!
سألتها مُمازِحاً ... وتَعشَقين ؟!!! ومَن هو الفارِسُ الخارِقُ ؟
فَأسبَلَت لي جَفنَها ... يا سَعدهُ جَفنها حينَما يَنطُقُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .