هلَّا حَلَى فيكم غيرَ النوم... !؟
هلّا حَلَّت بِكم مواجهة البطشِ؟
وعالج فيكم الرضا احكاما؟
فقد زادَت مطامحكم للحَياة
وقلّت نخوتكم لاخوةٍ باتوا ظِلاما
ايّها الشعوبِ حيدوا عن حكّام
قَبِلوا الدماء تجري والركاما
أما للأطفال والنساء بصراخ
يسمعونكم وانتم نياما...؟
وما لأجساد طاهرة صارت اشلاء
وقد مزقتها قلوبكم عن النبض صياما
هذه غزة تنادي نُصرة
وتلك القدس تشكو الاعداما
لكن الاذان صمت
والاعين ما رأت عمدا للموت حِماما
حين اشتدّت الملاحِم
مَضى الحكّام زيفا يطلبون السّلاما
يتلذذون وراء المآسي بالابادة
وطول زمانهم يؤيدون الغزاة اللآما
وَهِنت امة كانت شوكتها مهابةً
كانت تسوق حروبا رجالها قواما
فصار النأي ركنها
وعقيدتها حدود تولِّد الاوهاما
كلّما استباح سرّاقُ الارض عِرضها
بكوا كذبا لحظَتها وعرّوا اللّثاما
كلّما تحركت الشعوب
فتحوا لكُلِ خفقةٍ زنزانة السكون لِجاما
كم تهدمت بيوت الغلابا...!
وبيوتهم حماها الغشم فباتَت حَماما
على رؤوس الجهاد دكّوا السقوف
فتحطمت جماجم الجبابرة انتقاما
أيِّدوا ما شِئتم فمَن يَطلب الحرية
لا يُعيبُه أن يقولوا حَراما
وسوقوا ما شئتم من الاعذار
فانها لا تعني للنِّضال الّا إستسلاما
واسكنوا القصور وكونوا بها عظاما
فما انتم خارج التاريخ إلّا عظاما
تضحك عنكم ملّةُ الكفر
وتعتدُّوا بالعزة وانتم سقاما
يبطلون بكم حراكَ النخوة
حَسِبَتكم للطغيان سيفا واقلاما
أسود اولائك في ميدان الوغى
شجاعتهم نصف السلاح والنصف كان لزاما
تربُّوا على الإيمان والانتماء
شهادتهم أو نصرهم غاية وغراما
إن نالوا فهم احرار من ادناهم لاقصاهم
وإن حاكتهم المنايا نالوا جنة ومقاما
لبّت طفولتهم نداء الجهاد من زنادهم
ورَضعوا حبّ الارض ليسَ كلاما
يَبقي العدوّ عَدوّا غريب الأوطان
سيرحل بالتضحية، فلا مهادنة ولا وئاما
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر 14. 11. 2023