من لايراعي حق الله في المحراب
فكيف له أن يراعي طفلة
نهش لحمها بلا صواب
ألبسوها ثوب الأنوثة
وزفوها إلى مقابر الذئاب
تلك التي زار منجل الحصاد
سنابلها
وهي لا تعرف الا حب
والديها القران
و حرف من كتاب
أمسك بيدها
ذاك الكهل
فقالت تمهل !!!
قد سقطت البراءة
بمدخل الباب
إبحث لي عنها
و أحظر لك عصير
النخوة وإتخذه شراب
فلا تسألني مابي!!!
و قد خدشني
بمخالبه العقاب
ترك ندوبا
لا تداويها صحوة
ولا غفوة ولا رقاد
قالت ردني لأهلي
لقد اشتقت لأطنابي
فقد أسدل الليل
ظلمته
وانا اخاف من الإغتراب
ارجعني لحضن أمي
فستسمعني
الكثير من اللوم و العتاب
و لا تلبسني عباءة النساء
تلك
ولا البرقع الاسود و النقاب
انتظرني سكبر !!!
واراعي حق الله في الأثواب !!
ترفق!!!بي
لازلت طفلة تستهويها الألعاب
جدائلي المضفورة
بلون الشمس تحاكي الأقراب
أين كراستي؟
أين قلمي ؟
أين محفظتي ؟
أين كتابي ؟
ترفق بي !!!
لازالت غصوني فتية
فموسم ربيعي
أنتظر زهره بأبوابي
أبحث عن دمية
زرقاء العينين ولها شعر
اشقر و أهداب
ألبسها فستان مزركش
و تنام بقربي
كأنها من الأحباب
أحضنها إذا
عدت من مدرستي
أشتاقها كما
أشتاق لأمي بالغياب
بحلمي الوردي
أعيش طفولتي
كطير غطاه السحاب
لا زلت تلك التي
يغويها القفز بالبرك الموحلة
مع الأغراب
و الجري تحت المطر
واذا تبللت أندست
تحت مظلة الأصحاب
لازالت تغريني قطرات الندى
كصيبا باردا عانق التراب
فك قيدي سيدي
فعودي لازال طريا
وهذا الجسد
لم يبلغ النصاب
فانا طفلة لا تعجزني
بالكناية و الإطناب
أحرفك لا أفهمها
كأنها جمل لا محل لها
من الإعراب
فك قيدي
فلن يثمر الزرع
إذا أكلته الدواب
فكيف لأمي ترضى
أن يخطفني من حجرها
هذا الغراب؟!!
أنسلني منك تنسل مني
فلست سلعة للعيون
تطاب
قد أدميت معصمي
وأسكنت بقلبي الخراب
بقلم د حفيظة مهني