هاجر سليمان العزاوي
نزيل رصيف
لا تكسر قلمي
لا تأسر مني الحرف
وما ذنب قلمي
إن أراد أن يحررني بضمير
بين الأرصفة متاهاتي
وغصة زفير الحائرين
مد ليل الرصيف البارد
شباكه المعقدة كأنها شباك عنكبوت ماكرة
جلس يرتقب المدينة
كانت تلك الأضواء العزباء تشكو سخرية القدر
لنزيل رصيف
يديه مرتعشة
منذ سنين لم تصافح أحد
تلبدت تلك الخيالات الطافية
رفيقة بلا مناجاة
خجولة البوح
لم تستدل السرد لأن طريقها منعطف تائه
مد يده في جيبه فأخرج ورقة نقدية
لا تكفي لشراء رغيف خبز
لا ضير فهو اعتاد الأمر
فالجوع صديقه الوفي لم يفارقه ابدااااا
يا. لها من رحلة تمضي به
بلا جواز سفر لمحطة المتشردين
هدهده خياله لينتشل
ورقة صماء
فرسم عليها فتاته العشرينية
بثوب وردي طويل
وهي ترقص فوق خيط شمع
أحرق الجزء الأسفل من ثوبها الجميل
وختم رسمته بعبارة
إنني أرقص لثأر الألم
يا لها من خيالات حبيسة شرنقتها
انطوت بخيط حرير قاتل
سلبها الإرادة والولادة
أشرق ذلك الصباح وهو يرثي
ما تبقى من أثره الراحل
رصيف أخر
ماذا سيترك لرصيفه القادم
نفذت أوراقه الصماء
انطفأ قلم التضليل
بقلمي : هاجر سليمان العزاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .