بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 يوليو 2024

رحلتنا القاسية بقلم الراقي محمد زغلال محمد

 رحلتنا القاسية 


** تشق الأرض كي تبني عشا في الجراح ** 


كم كانت رحلتنا قاسية ، أيتها المترامية في الجرح 

النائمة في هوة لا متناهية  

بين الوجود والعدم  

كم تبدو ساحتنا سخيفة ومقلصة 

وهي تمتد بين ذراعيك 

من قرطبة إلى بغداد 

مزيج كيمياء 

من المرارة والشيب والهرم 


هل تذكرين الحمام وهو يهبط من فوق السحاب 

مكسوا بذعره من شدة الألم 

يرسم لوحة مكسورة لكائنات 

تنفش ريشها المحروق 

تنتشي ببكاء على قلب مسلوب 

مسكوك بالإثم والصمم 

كم غنت فرحا وهي تسابق الريح 

تبحث في سمائنا عن ضباب 

يطوق أعالي القمم  


أصطاده / يصطادني 

تضيق المسافة في الشريعة 

 بين البأس والنعم  

أقيس مداك ، لا منظار لي / 

إلا ما يحمله النسيم حين يخبرني أن عبيرك يحتجز نبض القلب 

وما تبقى في الشعر من الخرافة والحكم 


كم أود أن أرتاح في حضنك  

وأنا أصغي لنايات الساحرات 

ينحتن من بقايا البرد 

وجها للوثن 

حتى وإن نامت السحابات الهائمات في جوارحك  

 يخبرني يقيني - حين تنام كل آلهة الشعر -  

أن مارد العشق في قلبك 

 لا ينام .

إلى أين يمضي بنا هذا العمر الكئيب 

إلى أين يمضي بنا هذا الوجع 

الذي استبدل النضارة في قلوبنا 

بالوهن 


رفقا سيدتي

 كيف أفسر للمارين بطليطلة 

أن نهر التاج 

 انعكاس لشمسك الحارقة ، 

وعروبتك الراسخة في ملامح الملائكة 

باهظة الثمن 

كيف أنهب العسل الأندلسي الغائب في عينيك

  وأحتسي صمتك القاتل / المجنون ، 

كلما تشابه في شفتيك طعم 

 الحلو بالعلقم    

 كيف يمكنني أن أرضي هذا السحاب المتضائل  

الذي رتب العطر في حدائقك 

وجعلك تختالين فوق الماء،

كحورية مبتهجة ، رسمت مفاتنها   

بهذا الشكل النقي المتقن  


محمد زغلال محمد 

المملكة المغربية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تقولين بقلم الراقي د.اسامة مصاروة

 تقولينَ تقولينَ صارَ العصرُ عصرًا لِأوغادِ بلا ذِمَمٍ حتى احْترقْنا كشمْعاتِ وَهلْ غيرَ قهْرٍ قدْ جنيْتَ وأصْفادِ بِإِنْشادِ أشْعارٍ وسيْلِ...