قصيدة بعنوان( حبُّ الكهولة)
أرى الحبَّ بابَ القلبِِ يوماً سيطرقُ
فيجعلُ قلبَ المرء في الصدر يخفقُ
ويرقص مزهوّاً ويصعد هائماً
وفي ملكوتٍ في السماء يحلِّقُ
ويرجع مفتوناً بما نال من هوىً
وتلقاه من سحر الهوى يتألَّقُ
ولكن هذا السحر يصبح باهتاً
إذا فرَّ منك العمر منه ستُصعَقُ
أبعدَ مُضيِّ العمر يهتزُّ خافقي
وفي مثل هذا السنِّ أهوى وأعشقُ
أأصبح في سنِّ الكهولة عاشقاً
وشمسي وقد غابت من الغرب تشرق
حسبتُ فؤادي مارداً متعملقاً
قوياً وفي كلِّ المجالاتِ يسبقُ
ولكنه في واقع الأمر ساذجٌ
بسيطٌ وفي شبرٍ من الماء يغرقُ
أنا المصطلي بالحبِّ والحبُّ جمرةٌ
إذا اشتعلتْ قلبَ المحبِّ ستحرقُ
ستجعله رهناً لفيض عواطفٍ
ويبقى بها رغم الأسى يتعلَّقُ
تزيد اشتعالاً كلما هزَّها الهوى
ولا ترحم الملتاع أو تترفَّقُ
فلا هو من ظلم الأحبة يشتكي
ولا هو بالشيء الذي فيه ينطِقُ
هو الحب يأتي دون إذنٍ وموعدٍ
وكلَّ قوانين الطبيعة يخرِقُ
ويجعلُ من يصلاه في الأرض هائماً
على وجهه يمضي ويهذي ويقلَقُ
وإن جئتَ تلقاه تراه مشتَّتاً
بعقلٍ شريدٍ والفؤادُ ممزَّقُ
ظننتُ بأن الحبَّ سوف يعيدني
فتياً ومن أفضاله سوف يُغدِقُ
ويجعلني أسمو سعيداً وأرتقي
وقلبي به مثل الهوا يترقرقُ
ولكنه أمسى على القلب عالةً
وأصبح بعد الرتق للجرح يفتقُ
وصرتُ أنا منه عليلاً ومنهكاً
وأبني من الأوهام ما لا يُصدَّقُ
وأرسم في عقلي صروحاً من الهوى
ومن وحي هذا الوهم في القلب أخلِقُ
وتمضي بنا الأعوام والعمر ينقضي
وفي الوهم من عمري سنيناً سأنفِقُ
فليس الذي يهوى النساء بأحمقٍ
ولكنَّ من يهوى وقد شاخ أحمقُ
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .