رفاق اليراع
يا رفــاقَ اليــراعِ حُبّـــاً جزيـــلا
قــدْ كتبْــنــا ولا نخُــطُّ بديـــــلا
فَلَقِيْــتُ الرّبيــــــعَ في مُنْـتَداكمْ
فاغمَ العطرِ ، فاسـتطبْتُ المقيلا
وأراني وَقــدْ وَضَعْـــــتُ رِحالي
في الثُّريّا – كما أُحبُّ – نزيــلا
وأراني ما بَيـــــنَ نجــمٍ ونجــمٍ
أجمــع السِّــحْرَ والبيانَ شًــكولا
لَحَظـاتٌ أجني السَّـــــعادةَ فيـها
كَلِمــاً طيّبــاً وَشِــــــعْـراً أصيــلا
بين " هاتٍ " منَ القصيدِ و " هاتي "
فَسَـــكرْنا ، وَما شَـــرِبْنا شــــــمولا
أعشَــبَتْ أسْــطُري وَكانتْ يباسـاً
وَتَروَّتْ مِنْ حُبّكمْ سَـــــلْســـبيلا
وَحروفي تفتّحَتْ ياســــــــميناً
وغَـذاها النّدى فَصارتْ خميــلا
ولقاءاتُنـــا تَشِـــــفُّ بهـــا الـرّوحُ
- ويهفــو بها النّســـــــــيمُ عَليـلا
مِنْ شِفاهِ العاصي رَضعْنا القوافي
والنَّواعيــــرُ لقَّنَتْـنــا الهديـــــــلا
وَعذارى الصَّفْصافِ أرْخَتْ عَلَيْنا
كَنَفـــاً حانيـــاً ، وَظِـلّاً ظَليـــــلا
والحساســــينُ حولَنا صادِحاتٌ
تَغْــزِلُ الحُبَّ بُكــرةً وَأصيـــــلا
وكأنّـــا في " عبقرٍ " نَتَنــــاجى
و " عكاظٌ " تبغي إلَيْنا الوُصولا
مِنْ حفيفِ النّخيلِ صُغْنا نشيداً
عَرَبيّ السِّـــــماتِ يهوى النّخيلا
قَدْ أخَذنــــاهُ عَنْ جُــدودٍ كُِــرامٍ
رَضعـوا طيّباً ، وَعَزّوا أُصـــــولا
وَعَرَفْناهُ مُشْرِقَ الوَجهِ لا يُرخي
- على حُسنِ وَجْنتيْهِ سُـــــدولا
كَجَبينِ الصَّبــــــاحِ كانَ نَديّـــاً
يَغْسلُ الرّوحَ وَالذّرا وَالسُّــهولا
لا نُبـــالي إذا جَفـانـا عَـــــذولٌ
ليتَــهُ كانَ يعــرفُ التّرتيــــــلا
راعَـــهُ أنّنــا غَزَلْنــــــا القوافي
وضَفرْنــــا جَبينَهــا إكليــــــلا
هُـوَ أدْرى بِأنّنـــــا لا نجاريـــــهِ
عُقوقــاً ، وَلا نُحابي العَـــــذولا
أمُّنــــا دُرّةُ اللُّغـــــــاتِ بَتـــــولٌ
كَـــرِهَ اللهُ أنْ نعـــقَّ البَتــــــولا
شَرَفُ الشِّعرِ أنْ يَطيرَ جناحـــاً
أينما شــاءَ لا يَمَـسُّ الوُحــــولا
شَرَفُ الشِّعرِ أنْ يَعزّ على البَيْــعِ
- وألاّ يكــــونَ عبْــــداً ذليــــــلا
شرف الشِّـعر أنْ يكونَ حســـيباً
طيّبَ الأصلِ لا يعيب الأصـــولا
عَرَبيٌّ ، حُلْـــوُ الشَّـــــمائلِ يفترُّ
- جبينـــــاً وغُـــرّةً وجديــــــلا
ما رَضِينـا رَطانَــــــةً في لُغانـــا
أوَيرضى الهزارُ لحنـــاً دَخيـــلا
ما رَكِبْنـــــا إلاّ كريــمَ النَّــواجي
ما حَمَلْنـا إلاّ اليـــراعَ الأصيـــلا
نعصرُ الرُّوحَ في كُؤوسِ النّدامى
يُطْفِئ الظّامِئـــــون مِنْها الغَليلا
نرسُــــمُ الكَوْنَ للحَيـارى رَبيــعاً
ونُجَلّــي للعالميـــهنَ الفُصــــولا
ننشُـــدُ الحقَّ والجمـالَ ، وَنَبْني
عالماً مُطلَقاً ، وَشَــــــوْطاً نَبيلا
رضوان الحزواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .