...... شرارةُ كائنتي ......
جَهَرتُ بالحرفِ وما الأسماعُ تَحتَمِلُ
وما نـدائي صـــــداهُ للـــــمَلا أَمَـــلُ
كالصّرحِ شَفٍّ على ماءٍ يُلازِمَهُ
لا لُجَّةً طَـرَأَ أَوْ إِنْ مَسَّهُ الـبَلَلُ
عَضَّوا نواجِزَ أيّــامي وَمَا مَلكَـــتْ
وحاضرُالعُربِ مَخذول بما ارتَجَلوا
ومـا بُــكاءٌ لــهذا الـــدَّمِ مِنْ أَثَــــرٍ
وحُــرقَةُ الــدَّمـعِ لا تأبَهْ لهُ الـمُقَـلُ
أَوصيْ بِأنْ يَكــتُبَ التاريخُ مَلحَمتي
ولا يَــزيــغُ عَـــمَّا يُــخجِلُ الـــخَجَلُ
فَلتَشهدوا اليَومَ أنَّ القُدسَ عَالِقةٌ
وَغَـــزَّةٌ حُدِبَت لا كَــلْأٌ ولا قُـــلَــلُ
كئيبةٌ أُحرِقَتْ لَم يَبقَ منها مَدَىٰ
سِوى القنابِلُ تُرديْ جيلَها الكَهِلُ
والطفلُ مِنْ حاضِنةِالأَرحامِ يُنتزَعُ
والأمُّ مَــفقُودَةٌ والــــرُّوحُ تُنتَشَــلُ
إنِّي ألِــيمٌ أسيفٌ حَاسِـــرٌ نَــــدِمٌ
أرىٰ جُموعاً وما مِنْ جَمْعِهِمْ بَطَلُ
والسيفُ في غِمدِهِ يَأْمَنهُ صَائِدُهُم
والأيدي كَسْحاء يَلوي زَندَها الشَّلَلُ
والخيلُ والأعَرابُ والفُرسانُ خَانِعةٌ
يُلازموا الصّمتَ كي لا يَظهُرُ الخَلَلُ
وَعَالَمُ السّلمِ في مَـــــرعىٰ غِوايَتهِمْ
لا الجُرمُ أيقضَهُم أو غَيثّ لَهُم هَطِلُ
أَوْقِــدْ على داري اللّهْباءَ شُعلَتَكَ
وَارمِ ثُبوتيْ بِما تَقوَىٰ بهِ السُّبُلُ
إنّي على النّارِ شَرَارٌ يَبنيْ كائنتي
لن يُمْحىٰ ذِكريْ ولا جِيلٌ ولا طَلَلُ
إنْ أنتَ جَرَّدّتني ما كُنتُ أَمْلكَهُ
كلّا فإنّ العَزمَ أسّي صَامِدٌ جَبَلُ
تلكَ القضيَّةُ نَواةٌ لِلبِناءِ كــبدي
لن يُطبِقَ جَوهَريْ هَزْلٌ وَمُهتَزِلُ
لا عاشَ مَن يَسمَعُ الأنّاتَ أُغنِيَةً
يَلْهُو لها رَفَثَاً وَيَطــــرَبُ الـــثَّمِلُ
حَاشا الكِرَامَ أُبَاةَ الضَّيْمِ قَهْقَرَة
أو يُحْطَمَ بأسُهُمْ أو يُثنِهِ خَمَلُ
تلكَ الذّئابُ التي صَارَتْ تُـراوِغَهُمْ
تَنُوءُ عَنْ وَكْرِها إنْ كَشَّرَت وَصَلوا
مِنْ جوفِ أرضٍ وَمِنْ أَفيائِها زَئِروا
أُسْـدُ الــرَّصَانَةِ لَنْ تُخفَقْ لَـهُمُ حِيَلُ
وما اُسْتِهِنَتْ رياحٌ هَاجَ عَاتِيُها
تُراكِمُ البَحرَ أَمواجاً لها وَ جَلُ
والفُلكُ والرَّكبُ والقُبطانُ إذ جُمِعوا
رَصْدُ العَواصِفِ إذا ما أَطبَقَتْ قُتِلوا
رَبَّاه.. رَبَّاه.. إِنّي ســاجدٌ وَجِــلٌ
يا قاهِرَ الجُوْرَ إِقْمَعْ غَازِياً جَهِلُ
أ/محمد عمرو أبوشاكر ا